تمر اليوم الذكرى الـ836 على انتهاء حصار صلاح الدين الأيوبى للصليبيين ودخول القدم، بعد 88 عامًا من حكم الصليبيين لها، وذلك فى 2 أكتوبر عام 1187م، والذى انتهى باسترجاع صلاح الدين الأيوبي للقدس والانهيار شبه الكامل لمملكة بيت المقدس الصليبية، وكان المحرض للحملة الصليبية الثالثة.
كانت هزيمة الصليبيين فى معركة حطين كارثية، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم، وقتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأسر فيها أعداد كبيرة أيضاً، وأصبح بيت المقدس فى متناول القائد صلاح الدين الأيوبي، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس ومعه 150 من الفرسان، وغيرهم من كبار قادة الصليبيين، فأحسن صلاح الدين استقبالهم، وسرعان ما دخلت قوات صلاح الدين المدن الساحلية كلها تقريباً جنوبى طرابلس، عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان، وقطع اتصالات مملكة القدس اللاتينية مع أوروبا، كذلك استولى على أهم قلاع الصليبيين جنوبى طبرية، ما عدا الكرك وكراك دى شيفاليه (قلعة الحصن).
قرَّر صلاح الدين أن يشنّ هجوماً حاسماً على المدينة، وكثف رمايات المجانيق، مغطياً تقدم المهاجمين بحجارتها، وسيل من السهام، والنبال يطلقها الرماة نحو المدافعين عن السور، والحصون، ستطاع المهاجمون فتح "ثغرة كبيرة" في السور نفذ منها المسلمون، ورفعوا راياتهم عليه، إلا أنَّ المدافعين ما لبثوا أن احتشدوا، وردوا المسلمين عن السُّور، ورغم ذلك فقد أيقن المدافعون أن لا جدوى من دفاعهم، ودخل الخوف إلى قلوب الجميع في المدينة، وتزاحم الناس في الكنائس للصلاة، والاعتراف بذنوبهم، وأخذوا يضربون أنفسهم بالحجارة، ويرجون المدد، والرَّحمة من الله.
تمَّ الاتفاق بين صلاح الدين، وباليان، على تسليم المدينة وفقاً للشروط التي ذكرناها، ودخلها صلاح الدين يوم الجمعة في 27 رجب 583 هـ وذلك بعد أن أعطى بالباب الأوامر لحاميتها بإلقاء السلاح، والاستسلام لجند المسلمين، وكان يوماً مشهوداً ورفعت الأعلام الإسلاميَّة على أسوار المدينة المقدسة، وبسقوط القدس انهارت أمام صلاح الدين معظم المدن.