وتتوالى سلسلة الجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية والقتل الممنهج الذى ترتكبه إسرائيل بحق الأبرياء من النساء والأطفال، والتى كان أبشعها وأشدها قسوة قصف مستشفى المعمداني، بما فيها من مصابين من النساء والأطفال وكذلك الأطباء.
وعن مستشفى الأهلى المعمدانى الذى تديره الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية فى القدس، يُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882، أى أنه أقدم من إسرائيل التى قامت عام 1948.
ومن قبل قصف المعمداني، سجلت منظمة الصحة العالمية، استهداف 111 منشأة طبية فى غزة، ومقتل 12 عاملًا فى المجال الصحى، فضلًا عن تعرض 60 سيارة إسعاف للقصف. "فى انتهاك للقانون الدولى والمبادئ الإنسانية"، بحسب تصريحات أحمد المنظري، المدير الإقليمى للمنظمة فى شرق المتوسط، فى 16 أكتوبر الجارى.
إذ كانت هذه المجزرة الدامية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، لتنتفض على إثرها الشعوب العربية كافة، معلنة غضبها، وكذلك معظم الشعوب الغربية المغيبة عن الواقع بفعل حكوماتها الموالية للكيان الصهيونى وراعيه الأمريكى، لنرى فى الأيام والساعات القليلة الماضية أصواتاً شعبية وأخرى لشخصيات عامة من الفنانين والمثقفين الأجانب قد تغير موقفها وتبدلت لديها الصورة الزائفة بأخرى حقيقية.
وعلى الرغم من هذا الإحكام التكنولوجى الغربى للتعتيم على كل ما يتم نشره من حقائق على وسائل التواصل المختلفة التى تمتلكها وتحركها وتسيطر عيها تلك الدول، إلا أن الإصرار الشعبى والتكرار قد أطاح شيئاً فشيئًا بتعتيمهم، لتظهر جرائمهم الإنسانية ودعمهم للقتلة والإرهابيين من الصهاينة أمام شعوبهم.
"أما عن موقف مصر":
فقد اتخذت القيادة المصرية موقفاً حاسماً لا يحتمل التفاوض تجاه الدافع الخفى العميق الذى يعد المرحلة الثانية من تلك الخطة الصهيونية الأمريكية، لترحيل سكان غزه إلى سيناء بعد تضييق الخناق عليهم، لتعاود إسرائيل وضع قدمها بالأراضى المصرية وتفرغ القضية الفلسطينية من محتواها، ويتجدد الحلم بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل، و الذى لن تراه أعينهم أبداً إلى أن ينطق الحجر والشجر على كل يهودى يختبئ خلفه.
"وأما عن شعب مصر":
فكعادته منذ قديم الأزل، عليك أن تتقى شره إذا ما نفد صبره،
فما إن تطرق الأمر لينال من أمنه وأرضه التى سقط بها آلاف الشهداء ليحرروها من العدو الصهيونى بدمائهم الزكية، تجده على قلب رجل واحد فى مواجهة أى تهديد لهذه الأرض، والذى كما شاهدنا خرج عن بكرة أبيه بكافة ربوع مصر ليعلن عن رفضه التام لزرع شوكة يدخل بها هؤلاء القتلة، أعداء الإنسانية مجدداً إلى أرضنا، و كذلك حماية الشعب الفلسطينى من قهره على الخروج من أرضه، الذى إن حدث يوماً سيكون إلى غير رجعة كما حدث من قبل فى عامى 1948 و1967.
نهاية:
سنظل ندعم قضية إخوتنا بفلسطين إلى أن تعود لهم بلادهم ويخرج منها أعداؤنا و أعداؤهم، فلن ترهبنا أمريكا بصواريخها وطائراتها ودعمها للعدوان دون خجل، وكذبها البين للدفاع الدائم عن جرائمه البشعة، كما سنظل قوة واحدة خلف قيادتنا وظهيراً قويا يخشاه ويتحسب له جيداً أعداؤنا.
حفظ الله مصر من شر كيد الكائدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة