أثبت قائد المرحلة الآنية والمستقبلية، ومؤيد الحق، وناصر المظلوم في الشرق الأوسط، صاحب المبدأ الثابت والراسخ، أنه لا تهاون بشأن القضية الفلسطينية التي يريد الكيان الصهيوني أن يعمل بصورةٍ ممنهجةٍ على تصفيتها؛ ليخرج أهل غزة العزل من موطنهم ويجبر مصر والأردن على استقبالهم، وفي ذات السياق ترجم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الموقف المصري بخطواتٍ إجرائيةٍ؛ حيث الدعوة لقمةٍ دوليةٍ وإقليميةٍ، تحت عنوان "القاهرة للسلام 2023".
وسارعت المؤسسات البرلمانية بالبلاد لتقديم تفويضٍ رسميٍ للقيادة السياسية لتتخذ ما يلزم من قراراتٍ وإجراءاتٍ مع القوات المسلحة المصرية لتحمي الأمن القومي المصري، وتفاعل الشعب المصري ومؤسسات الدولة مع القيادة السياسية الجسورة؛ ليفوضها في اتخاذ التدابير والإجراءات التي يحمي بها أمن الوطن وأمن الدول العربية والمنطقة بأسرها، ومن شأنه يدشن الخطوط الحمراء للقضية الفلسطينية وسلامة المنطقة من صراعاتٍ مفتوحةٍ لا تنتهي، بل تتزايد وأثآرها لا تُحمد عقباها.
وشكل موقف الدول الغربية وأمريكا صدمةً للشعوب العربية والحرة في العالم كله؛ إذ أكد على أن تلك الدول تنادي بشعاراتٍ عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس لها مكانٌ على الأرض خاصةً لو تعلقت بالشعوب العربية، ومن ثم ندحض بكل ثقةٍ شعاراتهم المزيفة، ونحافظ على بلادنا من الفتن، ونلتف حول قيادتنا، وننبذ دعوات الخروج عن النظام لأي سببٍ من الأسباب.
وفي ضوء العجز الدولي لإيقاف المجازر الإسرائيلية، بادرت القيادة السياسية المصرية إلى عقد القمة؛ بغية وضع ممارساتٍ واقعيةٍ تخرج المنطقة من لهيب الصراع وأثره الذي سينال الجميع دون استثناءٍ، وفي مقدمة هذه الممارسات الجادة ما أشار إليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي متمثلًا في "حل الدولتين"، والعمل على تأسيس دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الأزمات التي تحدث بالمنطقة تبدو مصر العظمي كمظلةٍ لاحتوائها والعمل الجاد من خلال حواراتٍ تُسهم في اتخاذ قراراتٍ تقضي على المآرب، وتجهض المخططات الخبيثة، ومن الأمور المهمة في أولوية هذه القمة المباركة التوصل إلى طرائقٍ فاعلةٍ تعمل على التهدئة والوقف الفوري للحرب على غزة، ومن ثم حماية العزل ورفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأرى أن ثمرة قمة القاهرة للسلام تكمن في القضاء على حالة الاستقطاب الدولي التي عملت عليها كلٌ من أمريكا وإسرائيل؛ لتنفيذ غاياتهم في تهجير الشعب الفلسطيني وتدشين شرقٍ أوسطٍ جديدٍ، من خلال آلة الإعلام التي تحمل الافتراءات وتزيف الحقائق، وهذا يُمكن قيادتنا السياسية من إدارة هذا الملف بكفاءةٍ؛ لتحقق آمال وطموحات المجتمع العربي وكل من يُؤمن باحترام الانسانية ويُقدر هبة الله في الأرض، ويُقدس حرمة الدم.
ويشهد العدو قبل الخليل دور مصر الكبير في دعم السلم والسلام، وأدوارها المتعددة والرائدة في نزع فتيل الأزمات في كثيرٍ من الأحداث على الساحة العربية والعالمية، ومن ثم تأتي القمة ترجمةً فعليةً للدور المصري الدبلوماسي؛ لإيجاد حوارٍ جادٍ على نطاقٍ دوليٍ يساعد على الخروج من هذه الأزمة بحِرفيةٍ ويحقق السلام العادل والشامل.
إن ما تقوم به مصر بشكلٍ علنيٍ يؤكد على قوتها ورسالةٍ واضحةٍ تؤكد على أن المسئولية تقع مباشرةً على إسرائيل ومن يحالفها ويناصرها ويمدها بالسلاح، وأن ما سيحدث من تأجيج للصراع سيجني آثاره دون شكٍ من تسبب ولم يتراجع عن موقفه المخزي؛ بالإضافة إلى حالة الغضب المتنامية من الشعوب العربية والحرة لتعبر عن رأيها، وتُقاطع بصورةٍ جريئةٍ في علاقتها المتعددة ثقافات تلك الدولة التي تكيل بمكاييلٍ وتدعي الحرية المزيفة.
لن يختلف رأي مصريٍ ومصريةٍ عما تصل إليه قمة القاهرة للسلام من إجراءاتٍ وقراراتٍ؛ فقد سبق ذلك بشكلٍ صريحٍ تفويضاً شعبياً وبرلمانياً للرئيس ليحقق الأمن والأمان للمنطقة بأسرها.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.