مشاهد تدمى القلوب، ومناظر موجعة، لن تراها سوى فى غزة المنكوبة، وسط تناول إعلامى غربى غير إنسانى، ومنحاز بصورة مقززة لإسرائيل، التى تنتهك فى كل دقيقة كل القوانين الإنسانية والمعايير الدولية، وتستمر فى قتل الأطفال والنساء والعجائز والشيوخ، وتمنع – فى تصرف لا يمت للآدمية بصلة- إدخال المساعدات الطبية ومستلزمات إنقاذ الحياة إلى السكان الذين تحاصرهم وتواصل مسلسل إبادتهم.
لا أدرى كيف ينام العالم قرير العين، وهو يرى مجازر غير آدمية تجرى فى غزة؟، كيف يتسنى لهؤلاء القدرة على التعايش مع مشاهد يرونها طوال النهار والليل تكشف بشكل واضح عن سيناريو إبادة جماعية يجرى على مرأى ومسمع من شعوب تزعم أنها متحضرة وتقدس حقوق الإنسان؟. هل لهذه الدرجة هذه الشعوب مغيبة تماما، وأسيرة لآلة إعلامية مضللة وكاذبة، وقنوات فضائية ليست غير مهنية أو غير حيادية فقط، بل منحازة تماما لما تفعله إسرائيل، ومساندة لها فى عدوانها الغاشم، الذى وصل إلى قصفها مستشفى المعمدانى فى تصرف يندى له تاريخ البشرية، وسيظل عارا يلاحق الاحتلال الإسرائيلى.
كيف لهؤلاء فى أوروبا وأمريكا الذين يتشدقون بالحرية، ويحلو لهم دائما توجيه النقد لدول بعينها تحت مزاعم كاذبة عن حقوق الإنسان والحريات وغيرها من " الأكليشيهات" الجاهزة، أن يصمتوا أمام تلك المذابح والمجازر التى تحدث فى غزة؟، كيف لأى شخص ينتمى للبشرية أن يدعم أكاذيب إسرائيل وتضليلها، فى حين أن الجميع يعلم أن الكيان الصهيونى يمارس أقصى أنواع التطهير العرقى، ويدك منازل ويدفن عائلات بأكمها، ويمارس أقسى أنواع العنف ضد مدنيين عزل، بينهم عجائز ونساء وأطفال وشيوخ، لا يستطيعون رد هذا الاعتداء الغاشم سوى باللجوء إلى الله بالدعاء، والاستنجاد بعالم فقد ضميره وعدالته، وغابت عنه منذ زمن الإنسانية والتراحم والتعاطف، ولا يحترم سوى القوى حتى إن كان ظالما جبارا، ولا يسمع سوى للأكثر نفوذا حتى وإن كان غاصبا محتلا.
ألا تخجل من نفسها أمريكا، التى تطلق على نفسها بلد الحريات وهى أبعد ما يكون عن تلك الصفة، ألا تخجل من نفسها وهى تحرك، حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، الأكثر تطورا فى أسطولها البحرى لمساندة إسرائيل ومساعدتها فى إبادة شعب أعزل لا حول له ولا قوة، ألا تخجل من نفسها دولا وحكومات تدعم العدوان الإسرائيلى وأفعاله المقيتة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل؟.
لكى الله ياغزة ، ولكى مصر بعد الله ، فمنذ اليوم الأول للاعتداء الغاشم لإسرائيل ومصر بقيادة الرئيس السيسى تبذل قصارى جهدها لوقف هذا العدوان الآثم، وإنقاذ أهل غزة وحقن دمائهم، حيث فتحت القيادة السياسية ولا تزال خطوط اتصال ساخنة ومستمرة مع غالبية قيادات العالم، للعمل على وقف سيناريو الإبادة الذى تنفذه إسرائيل، ولم يألو جهدا الرئيس السيسى فى مخاطبة العالم أجمع بضرورة الوقف الفورى للقصف الإسرائيلى على أهل غزة، مطالبا بحتمية إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة المنكوبة.
وبادر الرئيس السيسى بالدعوة إلى قمة عالمية لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، حيث ستضع قمة القاهرة للسلام العالم أمام مسئولياته فى وقف التصعيد الإسرائيلى المدمر فى غزة، وحقن دماء الأبرياء، وإعطاء دفعة قوية لعملية السلام والشروع العاجل فى بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلى - الفلسطيني، بموجب حل الدولتين، وترسيخ حق تقرير المصير للشعب الفلسطينى بإقامة دولته المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.