في ظل الصراع الدائر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية واحتدام المعارك على الأرض والقصف العشوائى للكيان الإسرائيلي والدعم المثير للجدل من قبل الغرب والولايات المتحدة، وتخاذل المجتمع الدولى وصمته على جرائم الحرب والكوارث الإنسانية، هناك مقاتلون ليس عسكريين وإنما مقاتلون معلومات مهمتهم نشر معلومات مُضللة وأخبارا مزيفة بهدف شن حرب أخرى لا تستخدم فيها الدبابات ولا البنادق ولا القاذفات، وإنما حرب تعتمد على الصور والأخبار وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف نشر معلومات تستهدف الخصم والرأي العام العالمى وذلك من قبل بث الخوف والقلق والذعر، وتعرف بالحرب النفسية وذلك بهدف تقويض الروح المعنوية لكل من القوات المقاتلة والجبهة الداخلية المدنية واللوجستية.
وفى إطار هذه الحرب، يسعى الكيان وداعموه من نزع إنسانية الفلسطيين والمقاومة وإظهارهم كإرهابيين وأهل عنف وتطرف، وذلك لتشويهم صورتهم أمام الرأي العالمى، وبهدف تقليل التضامن العالمى مع قضيتهم، وكل هذا يأتي من خلال حرب يخطط لها جيدا كما يخطط للحروب العسكرية.
ونموذجا، ما نراه في أحداث غزة، ففور عملية طوفان الأقصى، سارعت الولايات المتحدة بإرسال حاملة طائرات والتصريح على لسان رئيسها بالانحياز المطلق للكيان الإسرائيلي بل ذكر روايات مزيفة على أنها حقيقة دون الانتظار والتحقق، بل تجلت ازدواجية المعايير حيث وجد العالم أمام خطاب غربى أمريكى يتحدث عن عنف المقاومة الفلسطينية وقتل الأطفال الإسرائيلين في حين يتجاهلون العنف الإسرائيلي والدمار والخراب الذى يحدثه بقصف جنونى يستهدف المدنيين والمستشفيات وكل شيء دون ضابط ولا رقيب، ويتغافلون عن قتل الأطفال الفلسطينين رغم أنهم بالمئات وفقا للأمم المتحدة، وكذلك قتل النساء والمدنين في مشهد موصوم بالعار والخزى.
الأمر الآخر الذى لا يقل أهمية في الحرب على فلسطين، هو ممارسة الضغط على أهالى قطاع غزة معنويا وذلك باستهدافهم عسكريا أو بتوزيع منشورات تطالبهم بالمغادرة، وباتباع سياسة الوعيد والانتقام، وذلك بهدف ضرب الحالة المعنوية وكسر الإرادة والعزيمة لدى سكان غزة، وذلك بغرض التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية..
لذا، يجب دق جرس الإنذار للانتباه إلى خبايا حرب المعلومات وأسرارها خاصة أن خطورتها غير ملموسة وسريعة الانتشار وقوية التأثير..