كيف يؤثر دعم الغرب لتل أبيب على موقفه من حرب أوكرانيا.. واشنطن بوست: الدفاع عن القصف الإسرائيلى لغزة يقوض شعارات أمريكا وأوروبا الأخلاقية فى وجه روسيا.. العديد من الدول ترى ازدواجية واضحة من واشنطن وحلفائها

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 03:00 ص
كيف يؤثر دعم الغرب لتل أبيب على موقفه من حرب أوكرانيا.. واشنطن بوست: الدفاع عن القصف الإسرائيلى لغزة يقوض شعارات أمريكا وأوروبا الأخلاقية فى وجه روسيا.. العديد من الدول ترى ازدواجية واضحة من واشنطن وحلفائها القصف الاسرائيلى على غزة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

مجددا، كشفت الحرب الإسرائيلية الاحدث على قطاع غزة ازدواجية المعايير الغربية، وكان الكشف أكثر وضوحا هذه المرة حيث تزامنت تلك الحرب مع حرب أخرى فى أوكرانيا، رفع فيها الغرب شعارات أخلاقية من حماية للمدنيين ورفض الاحتلال واحترام قوانين الحرب الدولية، فى الوقت الذى غابت فيه هذه الشعارات تقريبا عند الحديث عن إسرائيل وحقها، برغم كا ما ترتكبه من أفعال وحشية ضد المدنيين، فى الدفاع عن نفسها.

 

وتحدثت صحيفة واشنطن بوست عن هذا الأمر، وقالت إن القصف الإسرائيلي على غزة يقوض شعارات الغرب الأخلاقية فى أوكرانيا.

 

 وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ألقى فى الأسبوع الماضى خطابا عاطفيا يربط فيه بين أوكرانيا وإسرائيل. وقال بايدن فى الخطاب الذى ألقاه من داخل المكتب البيضاوى، إن ما وصفه بالأنظمة الديكتاتورية فى الكرملين وغزة تمثل تهديدات مختلفة لكن بينها أمر مشترك، فكلاهما يريد أن "يبيد" دولة ديمقراطية مجاورة. وأصر بايدن على أن دعم كييف وتل أبيب أمر أساسى ليثبت للدول فى كل مكان أن القيادة الأمريكية هي ما يجمع العالم معا.

 

 وجاءت تصريحات بايدن قبل الكشف عن طلب مساعدات جديدة بقيمة 106 مليار دولار موجهة بشكل أساسى للإنفاق الدفاعى لدعم إسرائيل وأوكرانيا. وجادل بايدن بأن العالم  يشهد نقطة تحول أخرى فى التاريخ حيث أن القرارات التي يتخذها قادة العالم الآن سيحدد على الأرجح المستقبل لعقود قادة.

 

 وأشارت واشنطن بوست إلى أنه برغم أن السياسيين والدبلوماسيين فى دول أخرى يدركون الوضع المشحون للشئون العالمية، إلا أنهم لا يتوصلون إلى نفس الاستنتاجات التي يتوصل إليها البيت الأبيض. فالبعض يرى ضوء أمريكيا أخضر فى ضرب إسرائيل لغزة، ويتحدثون عن المعايير المزدوجة الواضحة التي لا يمكن أن يخفيها خطاب بايدن.

 

 ورغم حالة الغضب العالمى التي أثارها هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، بحسب الصحيفة، إلا أن الرد الانتقامى الإسرائيلي قتل أكثر من 4700 فلسطيني حتى الآن، بينهم نحو ألفى طفل.  وتم تدمير أحياء كاملة، وتشرد نحو مليون شخص بينما تتطور الأزمة الإنسانية من سيئ إلى أسوأ مع اقتراب نفاذ الوقود من القطاع. وتطلب إسرائيل من الفلسطينيين إخلاء مناطق فى غزة، مما أثار شبح التطهير العرقى.

 

 وبرغم ذلك، وقبل يوم من خطاب بايدن، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو  فى مجلس الأمن الدولى لإسقاط مشروع قرار (معتدل اللهجة) تقدمت به البرازيل يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وكانت واشنطن صاحبة الصوت الوحيد الرافض للقرار، حتى بالرغم من تصويت حلفائها ومنهم فرنسا بالموافقة على مشروع القانون.

 وطالما حمت الولايات المتحدة إسرائيل من الانتقاد فى الأمم المتحدة، لكن السابقة الأخيرة المتمثلة فى توبيخها لروسيا فى نفس المجلس تجعل اللحظة الراهنة أكثر وضوحا.

 

 فقد اعتبر المسئولون الأمريكيون والغربيون الغزو الروسى انتهاكا للقانون الدولى وخرقا لميثاق الأمم المتحدة وتحدى للنظام العالمى المبنى على القواعد.

 

 وعلى الرغم من أن العديد من حكومات الشرق الأوسط وغيرها فى الجزء الجنوبى من الكرة الأرضية أدانوا روسيا فلى حربها ضد أوكرانيا، لكنهم كانوا أكثر حذرا فى رؤية محنة كييف كما يراها الغرب. وأشاروا إلى إرث الولايات المتحدة فى غزو العراق بأسباب تبين أنها كاذبة، وعدم اكتراث الغرب للصراعات البشعة فى الشرق الأوسط والنفاق المتمثل فى التحريض على الاحتلال الإسرائيلي المستمر لعقود للأراضى الفلسطينية فى الوقت الذي هتفوا فيه بحرية الشعوب فى بلدان أخرى.

 

 وكان العاهل الأردني الملك عبد الله قد ما وصف ما تفعله إسرائيل فى غزة بجريمة حرب، وقال إن إسرائيل تنفذ عقابا جماعيا ضد شعب محاصر ، والذى يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنسانى الدولى.

 

 وعلق مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية فى جامعة جورج واشنطن، فى مقال له لدورية فورين أفيرز قائلا: إن هذا الأمر ربما لن يؤرق القيادة الإسرائيلية العازمة على الانتقام، لكنها ستكون مشكلة للولايات المتحدة. فمن الصعب التوفيق بين ترويج الولايات المتحدة للتقاليد الدولية وقوانين الحرب للدفاع عن أوكرانيا أمام روسيا وتتجاهلها بشكل متعجرف فى غزة.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة