عصام محمد عبد القادر

قمة القاهرة للسلام.. الوعي وحراك الشعوب

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023 09:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت القيادة السياسية المصرية على أن زيادة الصراع وتفاقم العدوان وضعف الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها أطراف النزاع؛ سوف تؤدي لنتائج وخيمةٍ على المنطقة بأسرها، بل سينتقل أثره للعالم كله، ومن ثم يتوجب على عقلاء العالم تغليب لغة المنطق التي تحض على دعم المسار السلمي في التصدي للمشكلات؛ فالحروب يَجني آثارها الجميع دون استثناءٍ، في شتى مجالات الحياة الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والاجتماعية، والثقافية.

وبما لا يدع مجالًا للشك من أن قمة القاهرة للسلام ساهمت بوضوحٍ في تنمية الوعي نحو أهمية سياسية السلام التي تسهم في تعضيد لغة الحوار والتفاهم الدولي، بما يؤدي إلى نتائجٍ ومكاسبٍ لأطراف النزاع، وإيقاف حالة الاستقطاب التي تزيد من لهيب الحرب والاقتتال المتصاعد، بما يسمح بتنامي الصراع ودخول أطرافٍ أخرى تساعد في ذلك.

وفي ذات السياق أكدت قمة السلام على أن التعايش السلمي لا يتعلق فقط بالعلاقات المتفردة والتي لا تشمل طرف الصراع على أرض الواقع؛ فهذا يؤدي إلى زيادة الاحتقان والخروج عن سياج السلم نحو ممارسة الأعمال التي تعد مشروعةً من وجهة نظر من يعاني القهر، والقمع، والتجويع، والتهميش.

ولقد أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في طيات حديثه عبر قمة السلام على أن خطورة تفاقم الأزمة تزيد التفكيك المجتمع الدولي؛ إذ تضعف الروح المعنوية لدى الشعوب، وتفقد ثقتها في رؤسائها وحكوماتها؛ لأنها تبغي في حقيقة الأمر التعايش السلمي؛ فما تسببه الحروب من أزماتٍ وفوضى وضعف الأمن والأمان يجنيه الجميع، ويشعر به المواطن، وبالطبع يشكل هذا الأمر وعيًا مجتمعيًا محمودًا ينبغي أن نتمسك به، ولا نسمح للشائعات والأفكار الهدامة أن تحقق الهدف منها.

إن حراك الشعوب يتأتى من مسلمةٍ واضحةٍ فحواها أن البناء والنهضة والرقي والتقدم مرهون بالتعايش السلمي وشيوع السلام العالمي؛ فقد ذابت وتفاعلت الشعوب مع بعضها البعض؛ فلا يمكن أن تسمح الشعوب في إهدار مقدراتها وتقتضي على الميراث الثقافي الذي تمخض عن رؤيةٍ إيجابيةٍ نحو مستقبلٍ زاهرٍ يحقق الرفاهية للشعوب، ولا يدعو للاقتتال والتناحر، ولنا أن ندرك خطورة الوضع الحالي على ماهية السلام الحقيقي.

وعضدت قمة القاهرة للسلام لدى المجتمع الدولي ضرورة التوصل للحل العادل الشامل والمستدام الذي يتوجب أن يتمسك به جميع أطراف النزاع، ومن ثم فقد تم تعبئة الرأي العام العالمي؛ لتتحرك الشعوب على أرضٍ وترفض بشدةٍ الممارسات العدائية التي لا ترحم العزل من نساء وأطفال وشيوخ، وتستنكر السياسات الاستيطانية وعدم تقبل الآخر من حيث الحقوق والواجبات.

ورسائل قمة القاهرة للسلام استهدفت بوضوحٍ تنمية الوعي الدولي ليتحمل مسئولياته نحو ما يحدث من سعىٍ حثيثٍ تجاه تفكيك المجتمع الإقليمي بالشرق الأوسط، كما ساهمت في حراك الشعوب لتعبر عن الرأي الجامع الذي لا يقبل بشكلٍ مطلقٍ تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أصحاب التاريخ وفق رؤيةٍ مبتورةٍ من طرفٍ لا يرى إلا مصلحته الضيقة والتي تتهاوى مع المقاومة المستمر من كافة شعوب الأرض.

كما اشارت قمة القاهرة للسلام إلى أن سعى إسرائيل لتشويه المنطقة العربية جغرافيًا لا يحقق السلم والأمن في المنطقة، بل سوف يزيد من حدة المقاومة، ومن ثم فقد استشعرت الدول المحايدة والتي تمتلك رؤيةً ثاقبةً لحل الدولتين؛ لتصبح القدس الشرقية عاصمة الدول الفلسطينية يُعد الحل الأمثل.

وحملت قمة القاهرة للسلام رسالةً خطيرةً فحواها: أن تدنيس المقدسات والقهر المتواصل للشعب الفلسطيني يؤدي بالتبعية لأثارٍ مدمرةٍ، وفي هذا الإطار لن يحدث التوافق والاتفاق الذي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة؛ إذ أنها أضحت ساحةً للصراع المستمر بين طرفين أساسيين وأطراف وأذرع مساعدة لكليهما.

ونستطيع القول بأن قمة القاهرة للسلام حققت مرمىً مهماٌ بشأن القضية الفلسطينية تمثل في تزايد الانتفاضة العالمية وتعالى صوت الضمير العالمي الذي ترجمته الاحتجاجات الضخمة والمستمرة والمتواصلة لتعبر عن رفضها للظلم والاستبداد والهيمنة غير المستحقة من إسرائيل على الشعب الذي باتت مطالبه مشروعةً ولا رجعة في تحقيقها.

حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة