الساعات القليلة الماضية حملت رسائل واضحة ومباشرة، حول ما تشهده المنطقة، وما يحدث في غزة، من مجازر وجرائم ضد الانسانية.
الدور التاريخي لمصر يجعلها دوما في موقع الصدارة. فهذه الحيويك الكبيرة، التي شهدها الشارع المصري على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وهذه المظاهرات التي انطلقت بكل حماسة تهتف لصالح القضية، الفلسطينية، وهذا الشعب الذي خرج ليتبرع بدمائه في استكمال مسيرة الأباء والأجداد الذين دافعوا عن الأرض والعرض، كل ذلك هو دليل للحيوية والدماء التي تغلي في العروق.
هذه هي مصر الحرة وشعبها الأبي، القوي القادر على التغيير والمحرك لكل شيء.
الرسائل المصرية كانت واضحة من السويس.. من نطاق الجيش الثالث الميداني ومن جوهره هذا الجيش الفرقة الرابعة المدرعة، صاحبة التاريخ الطويل والمشرف في العسكرية المصرية الى القاهرة "عاصمة القرار" والقادرك على التحرك والتاثير في النطاقين الاقليمي والدولي.
من قلب الفرقة الرابعة المدرعة بنطاق الجيش الثالث الميداني، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبنائه الجنود والضباط، وإلى العالم وإلى المصريين جميعا، عن أن الأمن القومي المصري والحفاظ عليه يمثل دورا أصيلا ورئيسيا للقوات المسلحة، بهدف حماية الحدود، ودفاعا عن الأمن القومي المصري ومصالح مصر، مؤكدا أن مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها، وتحافظ دوما على أرضها وترابها الوطني.
هذه هي الحقيقة، التي لا ينكرها أحد ولا يمكن لزيف الادعاءات أن يحاول التقليل منها، وهي أن القوات المسلحة المصرية، هي صاحبة الدور الأصيل في حماية الأمن القومي المصري، وربما ذلك ما أشار إليه الرئيس خلال حديثه أثناء تفتيش الحرب بالفرقه الرابعة المدرعة، حينما تطرق الحديث إلى غزة، وإلى الدور المصري الذي تبذله مصر لوقف نزيف الدم وإطلاق النار بالقطاع وأن مصر تتعاون مع كل الأشقاء والأصدقاء والشركاء الدوليين لاحتواء هذا التصعيد الخطير، وقبل كل ذلك المساهمة في المساعدة الانسانية للمدنيين الذين يتعرضون لويلات القصف والدمار، وإمدادهم بالمساعدات في ظل انعدام شبه كامل للمياه والكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية.
الرسالة الكبرى والمهمة، التي وجهها الرئيس لأبنائه بالفرقة الرابعة والجيش الثالث الميداني في حديثه عن هذا المستوى الرفيع في الجاهزية التي يتمتع بها الجيش، وأن القوة مهما كانت لابد وأن تتمتع برشد يليق بسمعة مصر عبر التاريخ، وهي سمة من سمات الجيش المصري في البناء والحماية وعدم الاعتداء، وأن الجيش المصري دائما ما يتسلح بالعلم والمعرفة، وأن التسلح بالإيمان يدل على الخلق والنزاهة وعدم الخيانة وعدم التآمر.
كل بيت في مصر مجروح ويتألم، مما يحدث في غزة.. كل بيت في مصر وكل مصري لديه الحماسة والحيوية، التي تتدفق من عمق مصر الحضاري عبر السنين، وما قدمته من تضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وأرواح الشهداء الذين روت دماؤهم الذكية أرض سيناء الحبيبة.. كل ذلك يدعونا إلى التفكير بهدوء فالحماسة مطلوبة، والقوة الرشيدة ايضا مطلوبة..
المهم أن يكون الجميع على قناعة بأن جيشه الوطني قادر.. ولكنه رشيد في تحركاته..
sherifaref2020@gmail.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة