حمل حديث القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية خلال حضوره اصطفاف تفتيش الحرب للفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني رسائل غايةً في الأهمية؛ حيث أكد على أن الجيش المصري يستمد قوته وإرادته من شرف العسكرية التي تقوم على المبدأ الراسخ للمؤسسة العسكرية المتمثل في حفظ الأمن القومي المصري، ومن ثم فإقدام الجيش في حمل الأمانة يشعر الشعب المصري بالطمأنينة.
إن إقدام الجيش المصري نحو حماية حدود الدولة واضحٌ مثل شروق الشمس؛ فجاهزيته واصطفافه وامتلاكه للمهارات الاحترافية والنوعية وجاهزيته خير شاهدٍ على ذلك؛ فمن يظن أن الجيش لا يصون ويعتدي فهو واهمٌ ومغرضٌ؛ لأن الجيش وقيادته الرشيدة تتسم بالحلم والصبر والتعقل وعدم الانسياق لنداءاتٍ واهيةٍ؛ فمهمته الرئيسة هي صون تراب الوطن وسمائه والحفاظ على مقدراته ودحر مخططات المساس بأمنه وأمانه.
لقد اثبت التاريخ أن المؤسسة العسكرية لا تنكسر؛ لكنها تنتصر بفضل إيمانها الراسخ وتمسكها بحبل الله المتين؛ فتبذل التضحيات المتوالية في سبيل نصرة الوطن ورفع رايته خفاقةً عاليةً، وتضحي دون مقابلٍ بالنفس والدماء لتسترد الدولة كرامتها، وتردع كل معتدٍ أثيمٍ يحاول النيل من أبنائها أو مقدراتها أو ترابها، وفي سبيل تحقيق ذلك تحرص المؤسسة العظيمة على تطوير قواتها البشرية وعتادها وفق تنوعاته.
إن الفخر بجيشنا العظيم يتأتى من كونه السند والدرع الحامي الذي يشكل السياج الصلب صعب الاختراق؛ فبه وبتنوع تشكيلاته وقواته وكفاءتها نفتخر، وندرك حقيقة لا مراء فيها متمثلةً في تصويب الأنظار عليه من الخارج، ومحاولات اقحامه في صراعاتٍ لا ناقة ولا جمل لنا فيها ويمكن أن تُحل بالطرق الدبلوماسية والسليمة؛ فالجيش الوطني المصري يدرك تمامًا مهمته الأساسية، ولا يستخدم قوته في صراعاتٍ لا تعود علينا إلا بالهلكة والتفكيك؛ لكن الجيش المصري يتميز بالإرادة والقوة والإقدام في الزود عن تراب الوطن.
ومن الحين إلى الأخر يُدخل إلى نفوسنا القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الطمأنينة بجاهزية الجيش العظيم وقدرته الباسلة على حماية الأمن القومي المصري، وأن نظم تسليحه على قدمٍ وساقٍ وتواكب كل ما هو جديدٌ على مستوى العالم، وأن عمليات التدريب ورفع الكفاءة مستدامة لأبطال المؤسسة العسكرية، وأن حرص المؤسسة العسكرية على تحصيل المعرفة وتطبيقاتها في مجالات التصنيع والتسليح باتت مبهرةً، وحققت تنافسيةً منقطعة النظير بين جيوش العالم المتقدم.
ولنا أن نتباهى بمؤسستنا العسكرية صاحبة التاريخ والانتصارات التي تستخدم قوتها بكل حزمٍ في مواجهة الطغيان ودحر الإرهاب وتفكيك قوى الشر، وتتجنب الإسراف في أمور لا تحقق المنشود منها؛ فالمبدأ قائمٌ على الدفاع عن النفس والعرض والتراب، ولا مجال للتهور أو الاندفاع نحو الإجراءات العسكرية غير المدروسة؛ فقيادة البلاد رشيدةٌ وتحمل على عاتقها نهضة الدولة المصرية ورفع شأنها بين مصاف الدول، والتعامل مع التحديات والأزمات المحلية والعالمية بمنتهى الحذر والحيطة التي تحقق النتائج المثمرة وتجنب الدولة الخسائر الفادحة.
إن شرف العسكرية لا يعلوه شرفٌ في زمنٍ عز فيه الشرف؛ فنحن والحمد لله نعيش في أمنٍ وأمانٍ واستقرارٍ، ونشعر بحالةٍ من العزة والفخر في عهد القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي بذل الجهود المتواصلة في سبيل تطوير مؤسسة العزة والكرامة حامية الديار؛ برغم ما وُجه من انتقاداتٍ حينها؛ لكن الرؤية الثاقبة فاقت وجهات نظر المغرضين والمشككين في الداخل والخارج، وأكد أن مصر لديها خططها القومية التي تواجه بها كافة التحديات بكل تنوعاتها المدنية والعسكرية.
إن الشعب المصري بكل أطيافه يقف ويصطف خلف القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية، بكل فخرٍ واعتزازٍ وانتماءٍ خالص لتراب الوطن الحر في سبيل حماية الوطن وسلامة أراضيه، وعلى استعدادٍ تامٍ لبذل النفس والدم للحفاظ على أمن مصر القومي، وفي هذا المقام الضيق نؤكد مراتٍ ومراتٍ على تفويض قائدنا فخر المصريين وعزتهم في استكمال نهضة الوطن وإنجازاته المتعددة في مجالاتها المختلفة، ونشد على أزره في مواقيت صعبةٍ تهدد العالم بأسره؛ فسِر على بركة الله تعالى.. أنت قائدنا ومصدر قوتنا وعزتنا.