محمد شعلان

رسالة من غزة.. أشلاء شقيقي في حقيبة المدرسة

الجمعة، 27 أكتوبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بكيت حينما وصلتني رسالة من صديق يروى لي واقعة مأساوية لقصة طفل لم يتجاوز العشر سنوات من عمره، يحوم على وجهه في غزة حتى وصل لإحدى المستشفيات بعد أن فقد أسرته المكونة من أب وأم وشقيق يصغره بست سنوات لم يتخط الرابعة من عمره، بعد قصف منزله من قوات الاحتلال المجرم.
 
الطفل يجلس أمام المستشفى في جانب بمفرده، ويحتضن حقيبة مدرسية بقوة يرفض التخلي عنها، وما كان من شعور صديقي إلا الفضول لمعرفة قصة هذا الطفل الذي جسد وجهه كل معاني الحياة من الصمود والفرحة والحزن والشجاعة والفقدان، فتارة يرى في وجهه رجلا صغيرا، وتارة أخرى طفلا تائها، فتوجه له وتدور في خاطره الكثير من الاسئلة ماذا يريد؟ وماذا يفعل, وما سبب تواجده أمام المستشفى بمفرده؟ وأين أسرته؟ والأهم ما هو سر الحقيبة التي يحتضنها؟
 
توجه إليه صديقي وسأله أين أسرتك يا صغيري فقال له: قُذفَ منزلنا من طيران الاحتلال الإسرائيلى واستشهد أبي وأمي وأخي الصغير، وعاد ليسأله عن سر فضوله من البداية ما هذه الحقيبة في يدك ولماذا تحتضنها بهذا الشكل؟ فتلألأت ملامح وجهه وقال له: الشنطة فيها أشلاء أخي الصغير.. حينما قصف منزلنا لم أشعر بشيء ولم أجد أمي ولا أبي ولكن وجدت أجزاء من جسم أخي الصغير (4 سنوات) وقد مات تحت الأنقاض.
 
يقول صديقي اقشعر جسمي وتصبب العرق من وجهه من هول ما أسمع بينما الطفل يسرد ويستكمل: رفضت ترك أخي بمفرده حتى لا يخاف حينما يحل عليه الظلام فجمعت اشلاء جسده ووضعتها في حقيبتي المدرسية وجئت بها إلى المستشفى لكي يتم تكفينه ودفنه في المقابر، أدار صديقي ظهره بدون كلمة وكأنه يقف مع كائن من عالم آخر.
 
ما نقلته الآن ليس قصة خيالية أو فيلم من بطولة نجم صغير وسيعرض على شاشات السينما العالمية، بل أمانة أتمنى انتشارها في العالم كله ليعرفوا حقيقة عينة لجيل جديد من أبناء فلسطين والأمة العربية، الذين لن يتخلوا عن أرضهم ولن يتركوا حقوق أشقائهم وإخوانهم الذي راحوا ضحية الغدر من العدوان على غزة.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة