شاهدنا على مدار الأيام الثلاثة الماضية فعاليات مؤتمر "حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز"، والحقيقة أن ما شاهدناه ليس مجرد مؤتمر أو فعالية مهمة ولكنه توثيق لتاريخ بلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.
مؤتمر كاشف للحقائق حول الأزمات والتحديات الضخمة التي تعرضت لها الدولة المصرية على مدار 10 سنوات، وكاشف للإنجازات التى تحققت على أرض الواقع، رغم التحديات والصعوبات، وكيف استطاعت الدولة المصرية أن تحول المحنة إلى منحة.
نعم لدينا أزمات ومشكلات مثل أي دولة في العالم، لكن ما تحقق خلال عشرة سنوات ومقارنة بحالة البلد وظروفها وإمكانياتها وقت توليه الحكم فهى إنجازات غير مسبوقة.. فمن يصدق أن دولة مرت بثورتين في فترة قصيرة ما بين عامي 2011 و 2013، ولم تنهار وتسقط ولكنها عادت أقوى واستردت عافيتها وتغلبت على واقعها المرير والتحديات الجسام.. فرأينا دولا تنهار بسبب نزاعات وصراعات أو ثورة واحدة، لكن مصر أبت أن تستسلم وبعزيمة وإصرار وإرادة صلبة من القيادة السياسية والشعب المصري الذي صبر وتحمل فاتورة الإصلاح واصطف خلف وطنه داعماً ومساندا، تخطت مصر أثار الثورتين رافعة شعار العمل والجدية، لتكتب مصر شهادة نجاح بعبور هذه الأزمات إلى بر الأمان، وعاد الأمن والاستقرار إلى الشارع واستطاعت الدولة القضاء على الإرهاب، لتعتبر مصر هذه الفترة خاصة بعد عام 2014 حتى الآن بمثابة جمهورية جديدة يتم بنائها وتأسيسها.
"حكاية وطن" وثيقة تاريخية ووطنية شاهدة على فترة مهمة جداً من تاريخ مصر الحديث، وعلى مدار عشر سنوات واجهت الدولة تحديات وأزمات وتصدت لصدمات اقتصادية، وواجهت أكاذيب وشائعات ومازالت، وتصدت بقوة لمخططات هدم الدولة ونشر الفوضي وزعزعة الاستقرار التي قادتها ودبرتها جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها أهل الشر وأعداء الوطن، والذين يكرهون الخير لمصر، وهمهم الشاغل هو النيل من الدولة المصرية ومؤسساتها وتشويه أي إنجازات ملموسة.
"حكاية وطن" يهدف لتوعية المواطنين بما تعرضت له الدولة من تحديات وأزمات وما حققته من إنجازات، وبمثابة كشف حساب للحكومة ولفترة العشر سنوات، ليفطن الشعب المصري لما يحاك لوطنه من مؤامرات، ولدحض الشائعات وعدم تلوين الحقائق وحماية المواطن من حملات التشويه والتضليل والتشكيك في الإنجازات.
حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أيام المؤتمر الثلاثة اتسم بالمكاشفة والمصارحة مع الشعب، والحكومة عرضت بشكل تفصيلى وبلغة الأرقام إنجازات الدولة المصرية والقيادة السياسية فى شتى القطاعات والمجالات، والمشروعات القومية والتنموية، ومبادرة حياة كريمة أكبر المبادرات التنموية، وما أنجزته الدولة في قطاعات الصحة والتعليم وتوسيع مظلة برامج الحماية الاجتماعية، وفي الملفات الاقتصادية وتطوير العشوائيات وغيرها.
والرؤية التنموية التي انطلقت منها الدولة المصرية تتمثل في محاور رئيسية، أبرزها تغيير وجه الحياة فى مصر، وبنية تحتية متطورة جاذبة للاستثمارات، والاندماج فى الاقتصاد العالمى، وتعزيز الأمن الغذائى، وتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، وتنفيذ برنامج طموح لإصلاح الهيكل الاقتصادى، كما تحرص الدولة على بناء الإنسان المصري وتعزيز حقوق الإنسان، وحققت إنجازات في مشروعات الطرق والنقل والإسكان والكهرباء، بالإضافة إلى قطاع الزراعة والرى.
والشعب المصري لديه وعى وإدراك كامل بأن الدولة المصرية كانت تعانى من مشكلات اقتصادية وأمنية متعددة وكبيرة جدًا قبل 2013، وقبل 2011 ، بالإضافة إلى تهالك بنيتها التحتية، ويعي ما واجهته الدولة من أزمات اقتصادية بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، وغيرها، ومازلت مصر تعاني من الأزمة شأن دول العالم المختلفة، والشعب يثق في مؤسسات الدولة والقيادة السياسية والقدرة على تخطى هذه الأزمة بكل مشاكلها وتحدياتها.
وختاماً أدعو كافة أبناء الشعب المصري إلى المشاركة الحقيقية في الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر وشعبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة