بوفاة السيناتور البارزة ديان فينشتاين، التى كانت تبلغ من العمر 90 عاما، يوم الخميس الماضى، أصبحت أول عضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى يتوفى خلال فترته التشريعية منذ السيناتور جو ماكين الذى توفى عام 2018.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه منذ انعقاد أول دورة للكونجرس الأمريكى فى عام 1789، كانت الوفيات أثناء الفترة التشريعية أمر يحدث بشكل متكرر.
وقالت جين كامبل، رئيس الجمعية التاريخية للكابيتول الأمريكى إنه إذا نظرنا فى التاريخ سنجد أن واحدا بين كل 10 أعضاء بالكونجرس توفوا خلال فتراتهم.
وفى العديد من الحالات، كان يتم إحلال المشرعين المتوفين بعضو من نفس حزبهم، عادة فى انتخابات خاصة، أو يقوم حاكم الولاية التى يمثلونها بتعيين بديل، مثلما سيحدث فى حالة فاينشتاتين، الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا. إلا أن بعض الوفيات فى الكونجرس ربما غيرت مسار التاريخ التشريعى. ورصدت الصحيفة ثلاثة أمثلة بارزة على هذا الأمر فى القرن الماضى وحده، بينها واحدا فى رئاسة باراك أوباما.
ففى الانتخابات النصفية عام 1930، فاز الجمهوريون بالأغلبية فى مجلس النواب بفارق بسيط. لكن 14 نائبا منتخبا توفوا قبل انعقاد الكونجرس بعد 13 شهرا، وساعد غضب الناخبين والكساد الديمقراطيين فى قلب عدد كاف من المقاعد فى انتخابات خاصة استحوذوا بها على الأغلبية.
واستغل الديمقراطيون تلك الأغلبية فى تمرير حزمة إغاثة اقتصادية وفرض ضرائب أكبر على الأغنياء، وهى السياسات التى عارضها الرئيس فى هذا الوقت هيربيرت هوفر، وساعدت على تنشيط رئاسة خلفه فرانكلين روزفلت. وقال لى أندرو بوش، أستاذ العلوم الحكومية فى ملية ملير مونت ماكينا أن الديمقراطيين وضعوا أساس الصفقة الجيدة فى تلك الفترة.
وفى عام 1954، كان الجمهوريون يحاولون إجراء تغييرات محابية للأعمال فى قانون فيدرالى قيد بالفعل من سلطة النقابات العمالية. إلا أن وفاة ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أفقدهم الأغلبية، مما أدى إلى تحول السيطرة على المجلس لصالح الديمقراطيين لمدة شهر. واستغل القيادى الديمقراطى فى هذا الوقت ليندون جونسون الفرصة، واستغل تقوف حزبه وأعاد التعديلات إلى اللجنة المختصة، التى قضت عليها.
وقال كرييتيان جروس، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جنوب كاليفورنيا أن جونسون كان سيد التكتيكات كمشرع وأيضا كرئيس. وجاء بعض ما تعلمه من الفترة التى كان فيها زعيم الأقلية لكن كان لديه مزيد من الأصوات.
وفى عام 2009، توفى السيناتور إدوارد كينيدى بعد إصابته بسرطان المخ، وقلب فوز سكوت براون مقعد ماسوشستس لصالح الجمهوريين، مما كلف الديمقراطيون بمجلس الشيوخ أغلبيتهم المقاومة لإجراء المماطلة، بمعنى أنهم كانوا يمتلكون أغلبية الثلثين. وأجبر هذا مجلس النواب الديمقراطى أيضا فى تلك الفترة إلى التخلى عن نسخة أكثر تقدمية من قانون الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير، واضطروا تمرير مشروع قانون أقل تكلفة.
وقد أدت وفاة فينشتاين إلى تضييق أغلبية الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ مؤقتا، مما ترك الحزب مسيطرا على الغرفة لكن بحيز خطأ أقل. وسوف يتمتع المعتدلون مثل جو مانشين وكريتسنى سينما الذى يصوتون أحيانا مع الجمهوريين، سلطة أكبر فى تمرير أولويات الديمقراطيين لحين تعيين بديل لفاينشتاين.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت أن التراجع الطويل والمعلن لفاينشتاين مع تدهور صحتها مؤخرا سلط الضوء على السن المتقدمة لأعضاء الكونجرس، خاصة مجلس الشيوخ، حيث يستمر العديد منهم فى الخدمة لفترة طويلة بعد سن التعاقد.
وكانت فاينشتاين قد أعلنت فى وقت سابق هذا العام عزمها ألا تسعى لإعادة انتخابها عند انتهاء مأموريتها العام المقبل، منهية بذلك مسيرة سياسية تاريخية، وطويلة، حطمت فيها الكثير من الأرقام القياسية، منذ بدأت هذا المسار فى الكونجرس عام 1992.
ولطالما كانت هذه السيناتور، مؤثرة فى السياسة بكاليفورنيا التى تمثلها فى الكونجرس، على مدى عقود، توجتها بحمل لقب السيناتور الأمريكى الأطول خدمة فى التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة