الحديث على أن الجيش الإسرائيلى لا يُقهر، وأن إسرائيل هى القوة الأكبر فى الشرق الأوسط بات كلاما مشكوكا في صحته ومصداقيته في ظل الأزمة الراهنة في غزة، لأنه بعد تحريك حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية والبريطانية، وتواجد جنرلات أمريكية في مجلس الحرب الإسرائيلي، وحضور بايدن لـ"تل أبيب"، إضافة إلى حضور رؤساء دول وحكومات أوروبية للدعم، أعتقد أن هذا كله حمل عدة رسائل كثيرة أهمها - في ظنى - أن إسرائيل ضعيفة، وأنها من غير دعم الولايات المتحدة والغرب عاجزة وغير قادرة على المواجهة بمفردها.
وبحسابات اللحظة الراهنة، نقول: إن ما حققته المقاومة في طوفان الأقصى وصمودها في أرض المعركة حتى الآن كشف حجم إسرائيل الحقيقى، وهو ما استوعبته وقرأته الولايات المتحدة مبكرا، لذلك أسرعت في دعمها الأعمى، خاصة أنها تعلم أن إسرائيل لا تجيد إلا الهجوم العشوائى، وهو ما أثبتته الأسابيع الماضة منذ اندلاع الأزمة.
الأمر الآخر، أنه إسرائيل ذهبت إلى سلاح المظلومية التي تعتمد عليه دائما لكسب رأى العام الغربى والعالمى، فجيشت الحلفاء والأصدقاء إلى دعمها بروايات كاذبة وقصص وهمية وحقائق زائفة، وذلك بدلا من الاعتماد على جيشها الذى لا يقهر كما كانت تتدعى.
وقد يقول قائل، إن هذا تخطيط لكسب معركة تعاطف الرأى العام العالمى، لكن الرد على هذا قد يكون ذلك صحيح في ظاهره ومنطقه، لكن علينا أن لا ننسى أن إسرائيل تحارب فصائل مقاومة لا تمتلك جيشا نظاميا فلا طائرات ولا قوات بحرية ولا قوات برية، وتحارب شعبا مٌحاصرا منذ عقود، وتحارب مقاومة في قطاع بمثابة سجن مفتوح لا أكثر، وبالتالي لجوئها إلى المظلومية هو نقطة طعف لا أكثر وإثبات عملى أنها مجرد أداة لقوى عظمى أتت لهدف لا أكثر ولا تقدر على المواجهة بمفردها.
ونموذجا على هذا الضعف أيضا، تحول الرأي العام الدولى لصالح المدنيين في غزة حتى ولو كان تحولا محدودا خاصة بعد الأسيرتين، وكذلك ثبوت كذب وزيف رواية قطع رؤوس الأطفال واعتذار شبكة cnn، وتظاهرات العالم المستمرة والمتواصلة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وفشل التهجير وثبات قوة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، والفشل المتكرر لإدانة حماس في مشروعات القرارات التي تم تقديمها لمجلس الأمن، كل هذا يؤكد أن إسرائيل ليس كما يتم الترويج لها في عالم القوة والتأثير.
وأخيرا.. إن عملية طوفان الأقصى وثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه دمر أساطير إسرائيل حول قوة جيشها وسيطرتها على الإقليم، والأهم أنه العالم بات يعرف حجم إسرائيل الحقيقى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة