مصر، تفعل، وتدير، وتُشكل وعيا، وتصحح مفاهيم، وتُسخِّر عراقتها الدبلوماسية، ومصداقيتها السياسية، وجغرافيتها المتميزة، وتتحرك بثقة وثقل يرتكزان على قوتيها، العسكرية والناعمة، دعما للأشقاء فى غزة بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام، والأمن القومى العربى، وتضعهم فى نفس ميزان أمنها القومى، واقع على الأرض بعيدا عن المزايدات وطنطنة الكلمات، ورغم أنف كل حاقد، وحاسد، ومغرض.
مصر مارست الدبلوماسية الخشنة، وأعلنت رفضها - أمام العالم بأثره - لتصفية القضية الفلسطينية، والتهجير القسرى للأشقاء، وأقامت الدنيا للتحذير من عواقب تصفية القضية، أو إيجاد حلول على حساب دول الجوار، وأن ما يحدث فى غزة، إشعال نار، يفتقد للحكمة والعقل والمنطق، ويمكن للريح أن يأخذ شرارتها فى أى اتجاه لتحرق الأخضر واليابس، وحذرت من أن الحرب الوحشية على قطاع غزة تتصادم مع المواثيق والأعراف الدولية، ووأد واضح للعدالة، وترسيخ للظلم البين، الذى يعزز مشاعر السخط والغضب فى صدور الشعوب.
مصر ترتكز فى تحركاتها على المصداقية الشديدة فى طرحها السياسى والدبلوماسى، مدعمة برؤى وحسابات دقيقة لنتائج الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وتأثيراتها السيئة سياسيا وشعبيا على دول المنطقة، فالشعوب غاضبة وساخطة، ولم تعد هناك أى مساحات من أى نوع لإمكانية قبول التطبيع وإيجاد علاقات سوية، لعقود طويلة مستقبلا، فالجرح غائر لن يلتئم بسهولة.
وهناك مشاهد واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، عن دور مصر القوى فى دعم القضية الفلسطينية، نابع من مسؤولية قومية، سنذكر أربعة مشاهد منها، كأمثلة من الواقع:
المشهد الأول، دبلوماسى خشن، وصل إلى حد العنف عندما رفض الرئيس عبدالفتاح السيسى لقاء الرئيس الأمريكى جو بايدن، بجانب إصراره على توضيع حقيقة معاناة الفلسطينيين على الهواء فى لقاء وزير الخارجية الأمريكى، ثم عقد مؤتمر دولى فى القاهرة شارك فيه زعماء الدول الكبرى، ومن خلال النتائج الحقيقية على الأرض، فإن المؤتمر كان سببا فى تغيير الصورة الذهنية المغلوطة عن القضية الفلسطينية، وتصحيحها، فما قبل المؤتمر شىء، وبعده شىء آخر.
المشهد الثانى، غضب الشعب المصرى - بكل طوائفه - من الحرب الإسرائيلية وتعرُض أشقائهم فى غزة للقتل والتدمير، ورفض تصفية القضية، وتهجير الفلسطينين من أراضيهم قسرا، والتف حول القيادة السياسية، فى دعم مطلق للموقف السياسى الحاسم والقوى الواضح لبلده.
المشهد الثالث، الإصرار على إدخال المساعدات لقطاع غزة، ومارست القيادة السياسية تأثيرها ونفوذها إقليميا ودوليا، ونجحت فى ذلك.
المشهد الرابع، قوة مصر الناعمة، متمثلة فى أبنائها من مشاهير الرياضة والفن والإعلام، والذين حولوا دفة التعاطف عالميا من تل أبيب إلى غزة، بنجاح ساحق.
المشاهد الأربعة، من بين عشرات المشاهد، تؤكد بشكل جازم وقاطع، وبكل اللغات، موقف مصر القوى والفاعل حيال دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، فعلا وقولا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة