ثورة تطوير حقيقية شهدتها مراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية، بما يتلاءم مع حقوق الإنسان، ويرسخ لاحترام النزيل وصون كرامته خلف الأسوار، مع التوسع في أماكن التريض والمشروعات الإنتاجية، واستبدال السجون القديمة بمراكز للإصلاح والتأهيل مقامة على طراز فريد، لقيت استحسان من المنظمات الدولية المهتمة بملف حقوق الإنسان، فضلا عن التوسع في الافراج عن النزلاء من خلال اللجان المختصة، وتخصيص أماكن متحضرة للزيارة.
مراكز الإصلاح والتأهيل تحولت لمؤسسات عقابية حديثة ومتطورة، فبمجرد أن تطأ قدمك مراكز الإصلاح والتأهيل التابعة لقطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية، تشعر بمدى التطوير والتحديث للمؤسسات العقابية، بما يتلاءم مع الجمهورية الجديدة، في ظل حرص وزارة الداخلية على استخدام فلسفة عقابية جديدة، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
إذا قادتك قدمك لزيارة مراكز الإصلاح والتأهيل ضمن وفدا إعلاميا أو حقوقيا، فقبل أن تبدأ الجولة داخل مركز الإصلاح تشاهد العديد من المناطق المحيطة به، مثل منطقة الانتظار الخارجي للسيارات على مساحات ضخمة، وكتيبة التأمين، فضلا عن وجود معارض لمنتجات النزلاء لبيعها بأسعار مخفضة لجمهور المواطنين.
أول شيء تراه عندما تدخل أي مركز الإصلاح "مبنى القيادة المركزية"، الذى يتحكم في كافة المباني ويديرها بشكل تكنولوجي وعصر، ثم منطقة "الاستراحات" التي تستقبل أهالي وأسر النزلاء الذين حضروا لزيارتهم، ثم "مركز التدريب وقاعة الاحتفالات"، وتم اقامته على مساحة ضخمة وبه شاشة عرض كبيرة، ثم منطقة الخدمات.
تجد داخل مركز الإصلاح حوالي 6 مباني داخلية للإصلاح والتأهيل للرجال والسيدات، حيث عنابر مطورة على أحدث طراز من حيث "الاسرة" ووجود شاشات تلفاز، فضلا عن وجود ساحات للتريض وأماكن لممارسة الهوايات المختلفة مثل الرسم والموسيقى والقراءة وحضانة للأطفال من أبناء النزيلات.
مجمع محاكم بمراكز الاصلاح
داخل أسوار مركز الإصلاح والتأهيل يظهر مسجد مقام على طراز فريد، حيث يذهب النزلاء للصلاة به وتلقي الدروس الدينية عن الصبر والتوبة، بالقرب منه مصلي كنسي للأقباط لاقامة الصلوات به.
لم تغفل وزارة الداخلية صحة النزلاء، حيث تم إقامة مركز طبي عملاق به غرف عمليات وعيادات خارجية تشمل كافة التخصصات، لاستقبال المرضى وعلاجهم وصرف الأدوية لهم بالمجان، بدلا من نقلهم خارج المركز لعلاجهم.
ورش رسم خلف الأسوار
المشروعات الإنتاجية لها مساحة خاصة داخل مركز الإصلاح والتأهيل، حيث توجد منطقة الإنتاج الصناعي لصناعة البلاستيك وغيرها من المنتجات الأخرى، ومنطقة الزراعات على مساحات مترامية الأطراف، ومنطقة تسمين المواشي والدواجن وإنتاج البيض، فضلا عن محطتي تنقية المياه والمعالجة.
وفي إطار خطة الدولة للتكامل، حرصت الداخلية على وجود مجمع محاكم بمراكز الإصلاح والتأهيل يضمن محاكمة المتهمين بها وعدم نقلهم للمحاكم الخارجية مما يزيد من التكلفة والتأمين، ويتكبد النزيل مشقة التنقل.
كنيسة بمراكز الاصلاح
وشهد قطاع الحماية المجتمعية بكافة المحافظات، مؤخرًا عملية تطوير، تؤكد التزامها بتنفيذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان فى ملف الإصلاح والتأهيل، حيث توفر غذاء صحى للنزلاء ومشروعات صناعية وزراعية وإنتاجية من مزارع الانتاج الحيواني والداجني والسمكى والتى تُعد من أهم سُبل تنفيذ برامج التأهيل للنزلاء، وما من سبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى للسجون إلا لما يقوم به قطاع الحماية المجتمعية من عمليات التطوير للمشروعات القائمة والتوسع فى إنشاء مشروعات جديدة يمكن من خلالها استيعاب أعداد أكبر من النزلاء سعيًا لتحسين أحوالهم المادية وتأهيلهم على النحو الأمثل.
عنابر النزلاء
عمليات التطوير التى شهدها قطاع الحماية المجتمعية، لم تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت وصولًا لوجود إجراءات صحية للنزلاء بشقيها الوقائى والعلاجى، فبمجرد أن تطأ قدم النزيل مركز الإصلاح والتأهيل يلقى رعاية طبية اذا استلزم الأمر، سواء من خلال مستشفيات الحماية المجتمعية أو مستشفيات وزارتى الصحة والتعليم العالى فى حالة تفاقم الأمر.
وفى هذا الصدد، حرص قطاع الحماية المجتمعية على زيارة الطاقة الاستيعابية للأسرة الطبية وعدد ماكينات الغسيل الكلوى وغرف العمليات للاهتمام بصحة النزلاء، وتم استحداث عنابر جديدة للنزلاء من ذوى الاحتياجات الخاصة وتجهيزها على النحو الذى يلائم حالتهم الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة