أجواء احتفالات تعم البلاد خلال هذه الأيام، ابتهاجا بذكرى نصر أكتوبر، وذلك لمرور نصف قرن من الزمان على معركة العزة والكرامة والشرف والأمل.
ونحن نحتفل بذكرى النصر، يجب علينا أن نستعيد روح أكتوبر، في ميادين العمل، وفي حياتنا، ليكون النصر شعارنا والإرادة والعزيمة والإصرار أدواتنا، لتحقيق نصرا جديدا في كافة مناحي الحياة، فوطننا في حاجة ماسة لكل يد أمينة ومخلصة تبني وتعمر.
يجب أن نرسخ قيم النصر والإرادة والعزيمة وروح أكتوبر في أجيالنا الحالية والقادمة، وأن نجعل الأمل أسلوب حياة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيش الإنسان بدون أمل، قد يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل، فالأمل شيء جيد، والأشياء الجيدة لا تموت أبداً، والأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف، فالملتفت لا يصل أبدا.
يداول الله الأيام بين الناس، ولا ندري أن ما أصابنا خيرًا أم شرا، فقد نراه شرًا ويكون فيه خيراً كثيرا، فأحياناً يغلق الله أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه.
يجب ألا نستسلم لليأس، وألا يكون في قاموس حياتنا، فالفرج قد يكون قريبا منا دون أن ندري، فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب، فلا تيأس بل اجعل الأمل قائم، فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، ويصبح الانسان عجوزاً حين تحل الأعذار محل الأمل.
لا تتوقف عند أول شخص يخذلك، ولا تيأس ولا تستسلم، ولا تضع كل أحلامك في شخص واحد، ولا تجعل رحلة عمرك كلها لشخص واحد تحبه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هي آية العالم، فليس الكون هو ما ترى عيناك، ولا تنتظر حبيبا باعك، ولكن انتظر من يضيء لك الحياة من جديد، ولا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد، فلما تخاف والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتضيء في ناحية أخرى، فبدل أن تلعن الظلام، أوقد شمعة، وتأكد أن من الشروخ في حياتنا يدخل النور، فأجعل آمالك في الله كبيرة.