قدمت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا تليفزيونيًا بعنوان "حرب أكتوبر.. طريق السلام في المنطقة العربية" بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، إذ قاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات مصر والأمة العربية لأول انتصار عسكري على جيش الاحتلال في حرب أكتوبر عام 1973، ورسم بذلك بداية الطريق نحو وضع السلاح واتخاذ النهج التفاوضي والسلام مع إسرائيل، ولقب بـ"رجل الحرب والسلام".
وأعلن السادات من داخل البرلمان استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي لدفع عملية السلام، وبالفعل ألقى خطابه الشهير داخل الكنيست في 20 نوفمبر عام 1977، والذي مثَّل تعبيرًا حقيقيًا عن النوايا المصرية للرغبة في سلام حقيقي.
وقف الرئيس الراحل داخل الكنيست قائلاً: “جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكي نبني حياة جديدة، لكي نقيم السلام، وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمون ومسيحيون ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحداً، وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام.. وأنا أعتذر لكل من استقبل قراري بالدهشة والذهول عندما أعلنته للعالم كله أمام مجلس الشعب المصري. بعض الناس اعتبروا القرار مناورة كلامية للاستهلاك العام، في حين وصفه آخرون بتكتيك سياسي لإخفاء نواياي في شن حرب جديدة”.
وكشف التقرير أن الخطوة التي قام بها السادات لم تكن بسيطة، وكان وقوعها سواء إقليميًا أو دوليًا تمهيدًا لسلسلة طويلة من المفاوضات انتهت بعد نحو عامين بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية برعاية أمريكية، وأعقبتها معركة قانونية دولية لاستكمال فصولها لاسترداد طابا.
وأوضح التقرير أن المنطقة التي عانت من نيران الحرب بدأت في استبدال الصراع الدامي بالتسويات السياسية والمفاوضات، ليتوجه العالم نحو الطريق والفلسفة المصرية التي تحمل توقيع السلام.
ولم تنس مصر منذ ذلك الحين دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، للرسالة القومية التي بدأتها منذ عام 1973، من أجل منح الشعب الفلسطيني حقه في دولته وحقوقه المشروعة، مؤكدة أن القضية الفلسطينية هي المركزية للعرب، وأن التوتر في المنطقة لن ينتهي دون دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة