داخل متحف آثار مدينة الغردقة، توجد قطع أثرية نادرة ترجع لعدة عصور مختلفة من بينها العصور الإسلامية المختلفة، منها الأيوبى والفاطمي والأموى وغيرها من العصور الإسلامية، ومن بين تلك القطع المسارج وهي التى كانت تبعث ضوءا ليلا من خلال فتيل مغطى بالزيت.
يقول مينا مكرم وكيل الشئون الأثرية بمتحف آثار الغردقة، إن المسرجة أو المسارج عبارة عن إناء صغير يوضع به زيت ويخرج منه فتيل يُشعَل به النار ليستخدم فى الإضاءة - قديماً وقبل اكتشاف الكهرباء واختراع المصابيح الكهربائية كانت وسائل الإضاءة بدائية للغاية مثل استخدام المشاعل التي كانت عبارة عن عصا تنتهي في قمتها بقطعة قماش ملفوفة عليها ومبللة بالقار أو الزيت أو أي مادة قابلة للاشتعال، وكانت تستخدم في إضاءة الشوارع والطرق والممرات وغيرها.
وأضاف وكيل الشئون الأثرية بمتحف الغردقة أن كانت هناك حاجة إلى وسيلة أكثر أماناً وأسهل استخداماً في الإضاءة تطور الأمر إلى استخدام المسارج للإضاءة داخل المنازل والمحال والقصور والمساجد وغيرها - كانت تصنع المسارج في بدايتها من الفخار وكانت قليلة الزخارف وكان الفنان يكتفي بزخرفتها بلون واحد من الطلاء ثم تطورت صناعة المسارج وتعددت مواد صنعها وأشكالها وزخارفها حيث صنعت أيضاً من الخزف والمعدن وكذلك تنوعت أشكالها فصنع منها الشكل اللوزي والكروي وشكل الطبق وشكل الصندوق وشكل الشمعدان وشكل بوتقه وشكل ورقة شجر وشكل قارب وأشكال حيوانات وكذلك تعدد أشكالها من حيث الفوهه الواحدة والمزدوجة والمتعددة .
وتعد المسارج الإسلامية وتحديداً في العصر العصر الأيوبي والفاطمي حافلة بشتى أنواع الزخارف الحيوانية والهندسية والنباتية مثل أوراق وعناقيد العنب والصنوبر ورسوم الغزلان والطواويس والحمام والعصافير والأسود والخطوط والدوائر .
وكشف أن ونظراً للانتشار الواسع لصناعة المسارج والتنوع الكبير جداً في اشكالها وزخارفها يمكن أن تعتبر بجانب كونها صناعة وحرفة فهي فن رائع ومميز، و لم يقتصر استخدام تلك المسارج على طبقة معينة بل كانت تستخدم في إضاءة المحال ومنازل الفقراء كما كانت تضاء بها القصور .