هناك بعض الألغاز التاريخية لم يتم حلها حتى الآن، وفى بعض الأحيان، يكون ذلك بسبب فقدان أثر المواد المحفورة ذات الصلة أو تدمير موقع أثرى، وإن عدم وجود إجابات يجعل هذه الألغاز أكثر إثارة للاهتمام، وحول تلك الألغاز يلقى موقع Live Science الضوء على قيصرون ؟
وفي عام 47 قبل الميلاد، أنجبت كليوباترا السابعة ابنًا أسمته قيصريون، وزعمت أنه ابن يوليوس قيصر، عينت كليوباترا قيصرون حاكمًا مشاركًا لمصر في عام 44 قبل الميلاد، ويصور الفن الباقى الأم والابن كحكام مشاركين.
ومع ذلك، فمن غير المؤكد ما إذا كان الطفل هو حقًا ابن قيصر، حيث إنه والده لم يعترف بقيصر أبدًا على أنه طفله، حتى أن أحد أصدقاء قيصر، جايوس أوبيوس، كتب كتيبًا ينكر فيه أن قيصرون هو ابن قيصر، وماتت كليوباترا السابعة منتحرة بعد أن هُزمت هي ومارك أنطونيو على يد أوكتافيان في عام 30 قبل الميلاد، وقتل قيصرون بعد ذلك بوقت قصير.
ويظل الأمر محل لغز، بسبب عدم وجود بقايا ليوليوس قيصر أو قيصرون على قيد الحياة، فمن غير المرجح أن يتمكن العلماء من تحديد ما إذا كان قيصر هو والد قيصريون حقًا.
وبطليموس قيصر أو بطليموس الخامس عشر المعروف بقيصرون، هو آخر ملوك الفراعنة البطالمة، فجده الأكبر بطليموس الأول أحد قادة الإسكندر الأكبر وأمه هى كليوباترا ملكة مصر الشهيرة ووالده يوليوس قيصر إمبراطور روما وأحد أعظم القادة العسكريين والحكام فى التاريخ.
وفى مثل هذا اليوم من عام 47 ق.م، قامت ملكة مصر كليوباترا السابعة بتنصب ابنها شريكا لها فى الملك تحت اسم بطليموس الخامس عشر قيصرون.
وبحسب كتاب "شخصيات لا ينساها التاريخ: كليوباترا ملكة مصر الحسناء التى خضع أمامها حكام" للكاتب أيمن أبو الروس، فإن الملكة كليوباترا وضعت مولودها الأول من قيصر وأطلقت عليه بطليموس قيصر أو بطليموس سيزار، لكن المصريين منحوه اسما مدللا مستعارا، وهو سيزاريون أو "قيصرون" ومعناه سيزار أو قيصر الصغير، واعتبر قيصرون بذلك الوريث الذكر الوحيد ليوليوس قيصر، لذا فإنه لما عرف فى روما فيما بعد عن كونه ابنا لقيصر دارت صراعات عنيفة.
ويذكر الكتاب أن المصريين اهتموا بوضع نقوش على الحوائط لقيصرون وأمه كليوباترا، ففى معبد هاتور، وضعت نقوش للبقرة المقدسة عند المصريين القدماء وهى ترضع ولدين أحدهما قيصرون والآخر حورس، وهو ابن إيزيس وأوزويس، حيث اتخذ قيصرون مكانة حورس بينما اتخذت كليوباترا مكانة أمه إيزيس.
وبحسب عدد من المراجع التاريخية، فإن قيصرون، حكم بجانب أمه كليوباترا السابعة، حتى جاءت معركة أكتيوم البحرية، والتى كانت سببا فى انتحار أمه كليوباترا السابعة بالسم، وكان عمره آنذاك سبعة عشرة سنة 30 ق.م، واستطاع الهرب مع بعض مرافقيه إلى الهند برغم أن قيصرون لم يحكم منفردا ولكنه ظل الحاكم الشرعى لمصر، كونه الوارث الوحيد لوالده يوليوس قيصر، ولكنه عاد بعد عهد أقامه مع أخيه غير الشقيق لأبيه أغسطس قيصر إمبراطور روما ولكن أغسطس غدر به وقتله فى 23 أغسطس 30 ق م وهكذا انتهى حكم أسرة البطالمة لمصر.