اتخذ الرئيس الأمريكى جو بايدن قرارا مخالفا لوعوده الانتخابية خلال حملته الرئاسية 2020 طالما ما واجه رفض من الديمقراطيين، حيث أعلنت الإدارة الامريكية انها ستضيف أجزاء إلى الجدار الحدودى مع المكسيك لمنع عبور المهاجرين الذى وصلت أعدادهم لأرقام قياسية فى استمرار لسياسة الرئيس السابق دونالد ترامب.
جعل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بناء الحواجز الحدودية ركيزة أساسية فى حملته الانتخابية الأولى 2016، وكان احد الإجراءات الأولى التى اتخذها بايدن بعد توليه الرئاسة خلفا لترامب فى يناير 2021 هو اصدار اعلان يتعهد فيه بعدم تحويل المزيد من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين لناء الجدار الحدودى بالإضافة لمراجعة جميع الموارد التى تم تخصيصها للأمر.
وفقا لوكالة رويترز، التنازل عن القوانين الفيدرالية الخاصة بالبناء - وهو أمر تم القيام به أيضًا عندما كان الجمهورى دونالد ترامب رئيسًا - أثار تساؤلات، خاصة وأن بايدن أدان الإنفاق على الجدار الحدودى عندما كان يترشح للبيت الأبيض.
و دافع الرئيس الأمريكى جو بايدن عن قرار إدارته بالتنازل عن 26 قانون اتحادى فى جنوب تكساس للسماح ببناء ما يقرب من 20 ميلا إضافيا من الجدار الحدودى المعروف باسم "جدار المكسيك"، قائلا إنه ليس لديه خيار سوى استخدام تمويل عهد ترامب للحاجز لوقف الهجرة غير الشرعية من المكسيك.
ودافعت الإدارة الامريكية عن القرار قائلة انها اتخذت الخطوة لان الأموال التى تم تخصيصها خلال ولاية ترامب فى عام 2019 يجب أن يتم انفاقها الآن، وقال وزير الأمن الداخلى أليخاندرو مايوركاس فى بيان إنه "لا توجد سياسة جديدة للإدارة فيما يتعلق بالجدران الحدودية. ومنذ اليوم الأول، أوضحت هذه الإدارة أن الجدار الحدودى ليس هو الحل".
وقال مايوركاس أن مشروع البناء تم الاستيلاء عليه خلال الإدارة السابقة ويتطلب القانون من الحكومة استخدام الأموال، مع إعلان صدر فى وقت سابق من العام. وقال "لقد طلبنا من الكونجرس مرارا وتكرارا إلغاء هذه الأموال لكنه لم يفعل ذلك ونحن مضطرون إلى اتباع القانون".
ويأتى القرار فى الوقت الذى تكافح فيه إدارة بايدن لإدارة الأعداد المتزايدة من المهاجرين على الحدود وانتشارهم فى الولايات الكبرى. ويطلب القادة الديمقراطيون فى نيويورك وشيكاغو وواشنطن المساعدة الفيدرالية للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المهاجرين فى مدنهم.
من المرجح أن تكون الهجرة موضوع الحملة الانتخابية فى السباق الرئاسى الأمريكى حيث يتفق أغلبية الأمريكيين – 54% - مع العبارة القائلة بأن "الهجرة تجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للأمريكيين المولودين فى الولايات المتحدة"، حسبما أظهر استطلاع فى سبتمبر، ووافق حوالى 73% من الجمهوريين و37% من الديمقراطيين الذين شملهم الاستطلاع الامر.
وقد قوبل القرار بانتقادات فورية من المدافعين عن المهاجرين والرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذى وصفه بأنه "نكسة".
وقال يوم الخميس: “إنها انتكاسة لأنها لا تحل المشكلة”. وكان لوبيز أوبرادور قد أشاد كثيرًا ببايدن فى الماضى لأنه "أول رئيس أمريكى منذ فترة طويلة لم يقم ببناء أى جدران".
من جانبها، نشرت وزارة الأمن الداخلى الإعلان عن أحدث إجراءات الجدار فى السجل الفيدرالى مع تفاصيل قليلة حول البناء فى مقاطعة ستار بولاية تكساس، وهى جزء من قطاع دورية الحدود المزدحم الذى يشهد "ارتفاعًا فى الدخول غير القانوني".
وقال جوناثان بليزر، مدير استراتيجيات الحدود فى اتحاد الحريات المدنية الأمريكي: “إن قرار إدارة بايدن بالإسراع فى بناء الجدار الحدودى يمثل فشلاً ذريعاً خلال الحملة الانتخابية، عبر الرئيس بايدن عن الأمر بشكل أفضل عندما قال أن الجدار الحدودى ليس حلاً سياسيًا جادًا – ولا يمكننا أن نتفق أكثر من ذلك. وبدلاً من الوفاء بهذا الوعد، تضاعف إدارة بايدن سياسات الماضى الفاشلة التى أثبتت أنها مسرفة وغير فعالة"
وهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها بناء الجدار الحدودى فى عهد إدارة بايدن. وعملت وزارة الأمن الداخلى أيضًا على ما يقرب من 13 ميلًا فى وادى ريو جراندى، ومشروع آخر صغير الحجم لملء "الفجوات الصغيرة التى لا تزال مفتوحة من أنشطة البناء السابقة" فى الجدار الحدودى.
لكن الجدار الحدودى كان مرادفا لسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة. وقال إنه يريد بناء جدار وأن تدفع المكسيك تكاليفه، ثم أعلن حالة الطوارئ الوطنية لتمويل البناء عندما لم يخصص الكونجرس الأموال اللازمة له.
وقال حلفاء ترامب أن هذه الخطوة أظهرت أنه كان على حق، كما علق ترامب، المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهورى للرئاسة لعام 2024، قائلا أن تصرفات الإدارة أثبتت أنه كان على حق.
وكتب على تروث سوشيال: "كما ذكرت كثيرًا، على مدى آلاف السنين، هناك شيئان فقط يعملان باستمرار، العجلات والجدران".. وتساءل: "هل سيعتذر جو بايدن لى ولأميركا عن استغراق كل هذا الوقت للتحرك... سأنتظر اعتذاره!".
أشار معهد سياسات الهجرة ومقره واشنطن أن نحو 11 مليون مهاجر موجودون فى الولايات المتحدة دون وثائق قانونية وعاش الكثيرون وعملوا فى البلاد لسنوات أو عقود.