تتكرر حوادث الطرق، ويستمر نزيف الأسفلت، ويقف العنصر البشري وراء معظم هذه الحوادث، بسبب الأخطاء البشرية المتكررة، التي تحصد آلاف الأرواح، دون أن يتعلم أحد من الأخطاء.
"الانشغال بالهاتف المحمول عن القيادة"، ربما يكون أحد أهم أسباب حوادث الطرق، فهناك من يسرف في الحديث في التليفون وهو يقود سيارته، "يحل مشاكل، ويتخانق، ويدردش، ويحب، ويبعت شغل"، كل هذه الأمور تتم أثناء القيادة، وربما تطور الأمر، لإجراء "دردشة" لساعات طويلة أثناء القيادة، واستمرار "الشات" مع الآخرين، والكتابة على الفيس بوك والتعليق ونشر الصور والفيديوهات، دون أن يُبالي بالطريق، مما يعرض حياته والآخرين للخطر.
هناك أيضا "مهاويس" توثيق رحلاتهم بالهواتف المحمولة أثناء السير، خاصة في السفر والرحلات، مما يجعلهم أكثر تركيزا مع الهاتف دون القيادة، فتقع الحوادث، ويفقد الكثيرون أرواحهم.
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، وإنما حقائق سجلتها إحصائيات الإدارة العامة للمرور، من خلال المخالفات اليومية، فلك أن تتخيل تسجيل 1745 مخالفة تحدث فى الهاتف المحمول أثناء القيادة خلال 24 ساعة فقط، ضمن 46546 مخالفة مرورية متنوعة خلال نفس اليوم.
نحن بحاحة لاحترام الطريق، واحترام الحياة، حتى لا نسير نحو القبور، بعد العبث بالطريق والانشغال بالتليفون أثناء السير، خاصة أننا لا نعرض أنفسنا فقط للخطر، ولكن نعرض الآخرين، ممن يفقدون حياتهم دون ذنب، بسبب أخطاء الآخرين.
الأمر لا يحتاج لحلول أمنية، أكثر من احتياجه لثقافة وسلوك سليم، واحترام للطريق والمرور، وعدم العشوائية في حركة السير، حتى نحافظ على أنفُس "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة