على الرغم من مرور 50 عاما على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة ، إلا إنها ما تزال لم تبح بعد بكل ما لديها من أسرار وبطولات وقصص كفاح مصرية فاقت كل التصورات وتخيلات الأكاديميات العسكرية في العالم .
ولعل اعتراف جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في فيلمها "جولدا" يقطع المجال نحو التشكيك في تلك البطولات سواء في مصر ،أو في سوريا التي كادت تصل لتل أبيب نفسها وأصيب وقتها إسرائيل بالصدمة ، لولا الملابسات التي شهدتها الحرب ودخول القوات الأمريكية لمعاونة جيش الاحتلال .
وفى تصورى إن من اهم الانتصارات التي حققتها مصر ،هو تحرير مدينة القنطرة شرق يوم 8 أكتوبر ثالث أيام المعركة والسيطرة علي أولى مدن سيناء والتوغل فيها لمسافة تتراوح من 5 ل 10 ميلو مترات وتحريرها بيتا بيتا شارعا شارعا من كل جندى من جنود جيش الاحتلال .
ويذكر المشير عبد الغنى الجمسى: «تمكنت الفرقة 18 مشاة، بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة «القنطرة شرق»، بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها، حتى انهارت القوات المعادية، واستولت الفرقة على أسلحة ومعدات العدو بينها دبابات، وأسرت ثلاثين فردا للعدو وهم كل من بقى فى المدينة».
وتعد معركة القنطرة شرق من أهم معارك حرب أكتوبر نظرا لكون الحصون التي بناها العدو كانت من أقوى حصون خط بارليف، البالغ عددها 7 حصون في المسافة المواجهة للفرقة والتي تبلغ 37 كيلومترا بينما مواجهة مدينة القنطرة شرق تبلغ 18 كيلومترا وتحميها 4 نقاط حصينة قوية ويبلغ عمق مسرح العمليات 15 كيلومترا وهى المسافة التي تحميها قوات الدفاع الجوي ضد أية هجمات جوية اسرائيلية .
وبدأت فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي، في اقتحام وعبور القناة.. وبعد أن عبرت القوات حاصرت المدينة ليلة 7 أكتوبر وطهرتها تماما من الاعداء حيث تم اسر عدد من جنود العدو والاستيلاء على دبابات ومعدات حديثة بحوزتهم .
حيث تم أسر 30 فردا للعدو هم كل من بقى في المدينة ،وتدمير 37 دبابة التى تم اقتحامها من اتجاه الشمال بالقرب من عزبة الغطوس الآن ثم توغلت القوات جنوبا وغربا .
لم تكن المعركة سهلة ، بل كانت فى منتهى الصعوبة حيث نجحت الفرقة 18 فى السيطرة عليها بعد 3 محاولات سابقة وحالة كر وفر مع قوات العدو التى حصلت على تعزيزات كبيرة لكن فى نهاية المطاف تم السيطرة على المدينة والتى تم تامين جانبها الجنوبى من خلال الفرقة 16 .
الأن ما تزال القنطرة شرق أولى مدن سيناء التى تحررت بالدم والتابعة إداريا لمحافظة الإسماعيلية تتنظر ثمار التنمية ، وبناء مصانع وتوفير فرص عمل ،ما تزال تنتظر التطوير في إطار تنمية محور قناة السويس والتوسع في بناء الوحدات السكنية واستعادة رونقها مجددا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة