تتعالى صرخات الأطفال والنساء وتتردد صوت الاستغاثات من تحت الأنقاض أو من فوقها، لا فرق، ويرتفع صوت المؤذن بالظلمات، ليعلن عن استعداد أهل غزة جميعاً للشهادة وانتظارهم للقتل المباشر، من بعد قصف لا ينقطع وبعد قطع كل سبل الاتصال والتوثيق، فى عجز تام عن الإغاثة أو حتى الطمأنة.
لا إجابة، لا إنسانية، لا قدرة سوى الشجب والتنديد من نصف العالم، والمباركة والتأييد من النصف الآخر.
مشاهد مروعة تدمى القلوب لأطفال، قد شب من تبقى منهم على أهوال لن ينساها، ليتمسك ويزداد تمسكاً بقضيه بلاده وثأره الذي لن تمحوه السنوات.
فعقيدة هذا العدو الصهيوني المجرم هي استهداف النساء والأطفال تحديداً وبالأولوية، ظناً منهم أنهم قد يتخلصون من بذرة المقاومة الفلسطينية ويقضون عليها بمهدها، لتخلو لهم الأرض التي اغتصبوها وتنفض هذه القضية التي تؤرقهم.
فقد شاهدت عددا من الفيديوهات القصيرة لمن يسمونهم بالبلوجرز الإسرائيليين، يسخرون من استغاثات أطفال غزة وصراخهم ويقلدونهم عندما يموتون بمشاهد ساخرة، ويغيظونهم بالمياه والطعام الذي يتمتعون به، لتعلو ضحكاتهم وجوههم العكرة.
ولكن:
ما لا يعرفه هؤلاء القتلة المجرمون، أن المقاومة الفلسطينية التي يظنون أنهم قد يتخلصون منها بقتل الأطفال والنساء، لن تموت ولن تنتهي، فكلما قتلوا وذبحوا، تضاعفت الأعداد، لأنه وعد الله حق، وأن أرض فلسطين المغتصبة ستعود لأهلها وأن اليهود الذين ضلوا عن السبيل حتماً إلى زوال.
نهاية:
أقول لكل من قست قلوبهم وعمت أبصارهم وأسماعهم عن صرخات واستغاثات الأطفال بظلمات الخوف، إن نصر الله لقريب، وكما قال المولى عز وجل و قوله الحق: "وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا" الكهف (59) صدق الله العظيم.