فى الوقت الذى تشتعل فيه الأحداث الإقليمية والحرب على غزة من قبل الاحتلال، تصر مصر على إعلان موقفها بحسم، وتقدم رسائل بكل الطرق بأن تعمير سيناء استراتيجية الدولة المصرية منذ 2014، أعلنها الرئيس السيسى أكثر من مرة، ولدى كل الأطراف،أن سيناء أرض مصرية دفع المصريون ثمن تحريرها وحمايتها فى 5 حروب كبرى، وحرب ضد الإرهاب، وتتمسك الدولة المصرية بأن تبنى وتعمر سيناء بقدر قيمتها وما دفع فيها من ثمن.
بالأمس كانت الدولة حاضرة بكل رموزها، حيث زيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، لمحافظة شمال سيناء، والتى تحمل نفس الرسائل الحاسمة حول تنمية سيناء، ووضعها بالنسبة للتنمية والأمن القومى المصرى، وكونها أرضا مصرية ليست طرفا فى أى معادلات غير كونها جزءا من لحم مصر، «مدبولى» زار سيناء مع وزراء الصحة والتنمية المحلية، والتعليم العالى والتربية والتعليم وأعضاء مجلس النواب، والسياسيين والإعلاميين والفنانين ومحافظ شمال سيناء، فى وجود قائد الجيش الثانى الميدانى، وعدد من قادة القوات المسلحة، وشيوخ وعواقل قبائل سيناء، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، الزيارة تأكيد على رسائل مصر الواضحة، فى الأمن والتنمية.
رئيس الوزراء أكد أنه تم تنفيذ مشروعات فى سيناء بأكثر من 600 مليار جنيه، وبعض المشروعات تتطلب 10 سنوات، وأن الدولة تستهدف تنفيذ مشروعات تعليمية فى شمال سيناء بـ8.7 مليار جنيه و8.3 مليار جنيه فى الخدمات الصحية، وفى المرحلة الثانية تم تخصيص 363 مليار جنيه، وأيضا 115 مليار جنيه لإنشاء وحدات سكنية لأهالى شمال سيناء، وإعادة تسكينهم فى مجتمعات عمرانية وحضارية تراعى طبيعة وثقافة المواطنين، بجانب 13 مشروعا سياحيا فى شمال سيناء باستثمارات 2.5 مليار جنيه.
وقال قائد الجيش الثانى الميدانى، خلال لقاء رئيس مجلس الوزراء بمشايخ وعواقل واتحاد قبائل سيناء بمدينة العريش، إنهم مرابطون لحماية أمن مصر القومى، وإن رجال الجيش الثانى الميدانى لا يدخرون جهدا فى الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية، لتنفيذ أى مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومى على الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى.
ومع زيارة رئيس الوزراء، كان مؤتمر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، الذى أكد أن مصر ضد العدوان على غزة، وقتل المدنيين وتتصدى له، وترفض تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون ومتمسكون بأرضهم، وأن سيناء أرض مصرية دفع فيها المصريون ثمنا باهظا، وليست مجالا لأى مناورات. وشدد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على أن الشعب الفلسطينى لا يقبل أبدا أن يأتى إلى هذه البقعة من أرض مصر لكى يستبدل وطنه بوطن مصطنع، ومصر لم ولن تكون وطنا مصطنعا لأحد، وقال الرئيس السيسى إن القضية الفلسطينية قضية القضايا، وكل فلسطينى مرحب به لكن دون أى إجراءات جماعية، فالفلسطينى إما من عائلة مصرية أو شقيق أو متزوج أو مقيم فى مصر، مشددا على أن مصر لم تخصص على مدى التاريخ أى مخيم للإخوة الفلسطينيين، وأن «الثابت الأول لدينا أن ما يجرى فى غزة الآن هو عدوان لا تقبله مصر ولا القانون الدولى، وهناك أكثر من مليونى فلسطينى فى قطاع غزة لهم الحق فى الحياة والعلاج، وأن إسرائيل تمنع ممثلى الإرادة الدولية والمنظمات الدولية من دخول غزة، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى شدد على ثوابت الموقف المصرى حول القضية الفلسطينية فى اتصالاته ولقاءاته مع قادة العالم».
أبناء سيناء هم أبناء مصر الأوفياء دائما، الذين يحملون بوصلة الوطن، ويتقدمون الصفوف فى أكثر مراحل مصر دقة، ومثلما كان دورهم محوريا خلال مواجهة الاحتلال، وانتصارات أكتوبر، قدموا الكثير فى مواجهة الإرهاب، وخلال زيارة رئيس الوزراء أعرب رموز قبائل وعائلات سيناء عن تأكدهم أن ما يجرى من تعمير وتنمية فى سيناء هو تحقيق لحلم طال انتظاره، وحققته الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنهم سعداء بخطط تستغل كل مقوماتها من السياحة والاستثمار والثروات بأنواعها وهو ما يعد تحولا يجعل سيناء آمنة مستقرة تزدهر فيها حركة البناء والتعمير، وقال أبناء سيناء إنهم دائما على رهان بأن سيناء فى عقل وقلب الدولة، وأن أرض الفيروز مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية فى كل المجالات.
رسائل لم يتوقف الرئيس السيسى عن تأكيدها، سواء فى الكلية الحربية أو اصطفاف السويس، وفى مارس الماضى فى احتفالات يوم الشهيد جدد الرئيس التأكيد على أن سيناء وهى تحتفل بنهاية الإرهاب تواصل خطة شاملة للتنمية والتعمير، وحتى فى ظل التهديدات الإرهابية، حيث تم إنشاء الأنفاق الخمسة وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى، التى ربطت سيناء بالوادى والدلتا، وكبارى معلقة وشبكة طرق، بجانب محطات تنقية المياه وإعادة استخدامها، واستصلاح عشرات الآلاف من الأفدنة وممرات تنمية ضخمة بكل المحاور، لتبقى سيناء مرتبطة بالوادى والدلتا، وأولوية، ويحرص دائما على تأكيد الثمن الذى دفعه المصريون، على مدى العقود فى حروب انتهت بتحرير سيناء، وفى مواجهة وهزيمة إرهاب أسود.
زيارة رئيس الوزراء إلى شمال سيناء، وأيضا ما أعلنه رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، تأكيد على أن سيناء أرض مصرية، وأمن قومى وخط أحمر، فى التنمية والأمن.