السيد فلاح

وائل الدحدوح.. معلش

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم كل الصور الذهنية أو التخيلات التي تحيط بواقع فجائع الشعب الفلسطيني تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي، فإن ملامسة شعور حالة شخص فقد لتوه زوجته وابنه وابنته لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن تكون الصحفي وائل الدحدوح نفسه.

مثلما اعتاد على نقل الصورة والصوت من قلب الحرب، استطاع وائل أن ينقل المشهد الفلسطيني وفاجعته الشخصية إلى واقع انتصار، يثبت مع الوقت كيف يتشبث الفلسطينيون بأرضهم ولماذا تحاول آلة الحرب الإسرائيلية تسوية الأرض بسكانها كحل وحيد لتفريغ الأرض من مواطنيها.

انتصرت كاميرا الدحدوح في المعركة، من خلال تحويل واقع الألم الذي يتخلل صدره لحظة تلقي نبأ وفاة أسرته إلى جملته الشهيرة: «ينتقمون منا في لأولادنا معلش»، لم تكن مرادفة «معلش» إلا تطيبا لخاطر جميع الفلسطينيين الذي فقدوا ذويهم ولا يزالون. لا ندري مَنْ بمقدوره أن يقول «معلش» يا وائل: هل أنتَ صاحب الفاجعة؟ أم نحن تطبيًا لخاطرك؟ من يحتاج المواساة.

واقعة وائل ليست فقط تجسيد لحالة أن يكون المراسل الصحفي الخبرَ والمُخبر، ولكن أيضًا درسًا عميق المعاني للعالم كافة في القوة والصبر، والإيمان بالقضية رغم كل محاولات طمسها، ذلك أن أبعد ما في الصورة قد حصل، فماذا تبقى لرسم مشهد أكثر كتامة من تلك؟!

حتما يا وائل ستخرج وراء الكاميرا لتستبدل جملتك التي اعتدنا على سماعها: "هناك عدد من الغارات الإسرائيلية" إلى الجملة التالية: «أعزائي المشاهدين هذه احتفالات الفلسطينيين بالانتصار»، حتمًا إيمانك وإيماننا بعدالة القضية سيقود إلى هذا المشهد عاجلاً أم آجلاً.

ستكتب يا وائل روايات النصر بكل لغات العالم، وستبقى رمزًا نضاليًا لكل صحفيي العالم، علّهم ينظرون في أرشيف الدمار ليجدوا صورة رجل يمسك بالميكروفون شامخًا، يُخبر الجميع أن العدالة في إجازة، ستظل يا وائل فخرًا لجميع الصحفيين العرب.. الآن وصلت رسالتك.. معلش يا وائل.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة