داخل ركن المقتنيات الثمينة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب 2023 بدورته الـ42، توجد مجموعة من المخطوطات والكتب النادرة ففي إحدى الفتارين الزجاجية، يلفت نظرك مخطوط منقول عن كتاب المنصورى فى الطب لـ أبي بكر الرازي وهى مخطوطة مزخرفة تعود لأوائل القرن الرابع عشر.
المخطوطة مكتوبة في عمودين من 48 سطراً في كتاب قوطي بأحبار بنية وحمراء، ومزخرفة بالعديد من الأحرف بالتناوب بين اللونين الأحمر أو الأزرق، ويشير الخط المستدير نوعًا ما "الإيطالي" والحبر البني الباهت إلى أن المخطوطة ربما تكون قد كتبت في جنوب فرنسا بمونبلييه التي كانت في القرن الرابع عشر المركز الرائد في أوروبا لدراسة الطب، ومن الواضح أن المخطوطة كانت قيد الاستخدام في القرن الخامس عشر إذ قام مالكها بترقيم قوائم الفصول باستخدام الأرقام في العصور الوسطى.
ويخبر العنوان القارئ أن المخطوطة ترجمة لكتاب أبى بكر الرازى الذى كان عالما في الفلسفة والمنطق والميتافيزيقيا والموسيقى ويقال إنه بدأ دراسته الطبية في الثلاثين من عمره وسرعان ما أصبح أحد أشهر الأطباء في عصره وكذلك مدير مستشفى بغداد وتُنسب العديد من الكتب في الطب والكيمياء والفلسفة والكيمياء إلى قلمه.
مخطوطة أبو بكر الرازى
ويعتبر كتاب المنصورى فى الطب عملاً شهيرا في الطب العلاجي حيث تمت ترجمته مع التعليقات عدة مرات وظل مشهورًا لفترة طويلة بعد فترة العصور الوسطى ودرسه أطباء عصر النهضة مثل فيساليوس.
مخطوطة لـ أبو بكر الرازى
أما التحفة الأثرية المعروضة فى المزاد فهى من المخطوطة الأم وتكشف عن تعلم المترجم اللغة العربية لنقل كتاب الرازي إلى اللاتينية في عصر النهضة خلال القرن الثاني عشر.
وقد ألف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي كتابه فى الطب بداية القرن العاشر وأهداه إلى المنصور بن إسحاق، حاكم مقاطعة الري بإيران مسقط رأس الرازي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة