محمود عثمان

إسرائيل تسفر عن وجهها القبيح أمام العالم

الإثنين، 13 نوفمبر 2023 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظهرت إسرائيل وجها شديد القُبح فى غزّة؛ وكان ذلك مُعتادا منها منذ النكبة الأولى واغتصاب أرض فلسطين في عام 1948؛ لكنها ازدادت شراسة فى العدوان الأخير على القطاع.
 
كل ما يدور من أحداث واستهداف للمستشفيات وعربات الإسعاف، والتعنت الفج فى إيصال المساعدات أو نقل الجرحى أو الوصول إلى هدنة إنسانية تقود لوقف إطلاق النار، تؤكد جميعا أننا أمام دولة مُجرمة، ومُخطط مقصود للإبادة الجماعية.
 
تعيش غزة واقعًا بالغ القسوة، إذ تقترب الحرب من إنهاء أسبوعها السادس، وقفز عدّاد الضحايا إلى قرابة خمسين ألفا، بين شهيد وجريح، فضلا عن معاناة لا مثيل لها للنساء والأطفال والمرضى، ويحدث كل ذلك بأشد آلات القتل وحشية، وبدعم غربى شديد الوقاحة والتبجح، تقوده الولايات المتحدة التى لم تتوقف عن المتاجرة بشعارات الحضارة والإنسانية.
 
تفضح إسرائيل نفسها أمام العالم بالدليل القاطع، وقد تولّدت عن ممارستها الإجرامية مواقف عربية وإسلامية قوية وواضحة، واتخذت عدة دول بأمريكا اللاتينية ردود فعل جادة ضد المذابح الدموية بحق الشعب الفلسطينى الصامد، إذ اعترضت بوليفيا على سياسات إسرائيل وسحبت سفيرها من تل أبيب، وأعلنت كولومبيا رفضها سياسات إسرائيل الدموية المتطرفة في قتل الأبرياء واستدعت سفيرها أيضا، كما اعترضت تشيلى على المجازر وتعطيل الإغاثة، واتخذت دول أخرى مواقف شبيهة أو قريبة، ونجحت المجموعة العربية فى تمرير قرار من الأمم المتحدة يدعو لوقف الحرب وإيصال المساعدات.
 
ما يحدث فى غزة يرقى إلى درجة الدمار الشامل، فقد صار القطاع خرابًا لا يصلح للحياة، وتعمدت إسرائيل تدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية وقطع الإمدادات الضرورية عن مئات آلاف المدنيين العزل، وتواصل عدوانها الغاشم دون وازعٍ من ضمير أو أخلاق، ومع تعطل واضح للمنظومة الأممية وعجز عن إنفاذ القانون الدولى أمام واحدة من أشرس جرائم الإبادة فى التاريخ.
 
جرائم حرب المرتكبة تظهر قبح إسرائيل، وتُعرّى سياساتها العنصرية الرديئة أمام العالم، وتبصم على وجهها بالدم الذى أراقته بوقاحة وإجرام.. على العالم أن يُدافع عن ميراثه الحضارى والأخلاقى، وأن يتصدّى بجدية عاجلة لانتهاك كل المعايير الإنسانية والقانونية من جانب دولة نازية صهيونية شديدة الهمجية والعنف. إن مصر ومعها دول عربية عديدة لا تألو جهدا من أجل تهدئة الأوضاع، ودعم أهل غزة وصيانة القضية الفلسطينية من مخططات التصفية والإنهاء؛ لكن على المجتمع الدولى أن يثبت لمرّة أنه شريف فى شعاراته، وشريف فى مواقفه، وقادر على أن يُوقف القُبح الذى ينعكس على استقامة النظام القائم، ويُفقد الجميع الثقة فى الدول الكبرى، وفى مؤسسات الأمم المتحدة، وكل ما تلوكه من شعارات ورسائل لا تتجاوز الخطابة.. غزّة تستغيث، وأبناؤها يُقتلون، وعلى العالم أن يعى أنه شريك فى هذا شراكة مباشرة، وليس بالصمت العاجز فقط.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة