سعيد الكفراوى القاص الكبير الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 14 نوفمبر من عام 2020، بعد أن ترك أعمالا أدبية ستظل خالدة في العالم العربى على مدار التاريخ، والذى بدأ كتابة القصة القصيرة من الستينيات، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تُنشر إلا فى الثمانينيات، وكانت من أوائل المجموعات المنشورة له "مدينة الموت الجميل" فى 1985، وصدر له نحو 12 مجموعة قصصية، وكانت من أوائل المجموعات المنشورة له "مدينة الموت الجميل" فى 1985، و"ستر العورة" 1989، "البغدادية" 2004، و"زبيدة والوحش" 2015.
ويبدو أن أثر القاص سعيد الكفراوى كان له طابع خاص عند الروائى العالمى نجيب محفوظ، الذى كانت بينهم علاقة صداقة قوية، وخصوصا بعد أن عرف "الكفراوى" طريقه إلى مجلس الأديب العالمى على قهوة ريش، إذ استطاع الأخير أن يرسم العديد من شخصيات رواياته من خلال أبطال حقيقيين، عاشوا بيننا، منهم القاص الكبير سعيد الكفراوى.
وقد رسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ شخصية إسماعيل الشيخ فى رواية "الكرنك" من واقع ما حدث للقاص الكبير سعيد الكفراوى، فعندما عرف نجيب محفوظ باعتقال الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، وفوجئ به عندما رآه على المقهى، فأخذه وانصرف، وقال للكفراوى احكِ لى أسباب اعتقالك والنتائج بالصورة البطيئة، فسرد عليه الكفراوى حكاية التحقيق باعتباره إخوانيًا أو شيوعيًا، واتهامه بحرق مصنع النسيج فى المحلة، ومعرفته بالعديد من الكتاب الشباب فى ذلك الحين.
وسعيد الكفراوى اعتقل فى عام 1970، وتم ترحيله من مدينة المحلة إلى معتقل القلعة، كان فى المحلة يقيم فى شقة، يجتمع فيها أدباء المحلة نصر أبوزيد، والدكتور جابر عصفور، وفريد أبوسعدة، والمنسى قنديل، وجار النبى الحلو، والشاعر الراحل محمد صالح، وجد نفسه فى القلعة تحت حد السؤال، يحقق معه فى الصباح محققان باعتباره شيوعيًا، واستمر التحقيق 6 أشهر على هذا الحال، وعندما أفرج عن الكفراوى حمل حقيبته وتوجه إلى مقهى "ريش" الذى كان يمثل له شبه إقامة، ويحضر فيه لقاءات أستاذه نجيب محفوظ. واستمع نجيب محفوظ، وكان وجهه غاضبًا وترتعش شفتاه، يومها قال للكفراوى اقطع تلك المرحلة من حياتك، وبعد حين صدرت "الكرنك"، وفجرت التساؤلات.