أظهر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الشفاء خلافات واضحة بين الإدارة الامريكية وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تجاهلت تل أبيب تحذيرات البيت الأبيض من مهاجمة المجمع الطبى الأكبر فى غزة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن مجمع مستشفى الشفاء في قطاع غزة، أصبح أحد النقاط المحورية في حرب إسرائيل للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية رغم نفي الأخيرة أنها تستخدم المستشفى لمحاربة القوات الإسرائيلية.
وعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية، نفذت القوات الإسرائيلية عملية فى منطقة محددة فى أكبر مستشفى في غزة، بعد ساعات من تأييد البيت الأبيض الادعاءات الإسرائيلية بأن المقاومة الفلسطينية تدير عمليات عسكرية من مستشفيات القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه شن "عملية دقيقة وموجهة" في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ، وكان البيت الأبيض قد حذر في وقت سابق إسرائيل من شن غارات جوية على المستشفى، فيما قالت فصائل المقاومة في بيان إنها تحمل بايدن المسئولية الكاملة عن الغارة على المستشفى.
وأوضحت الصحيفة، أنه مع احتلال إسرائيل للمستشفى في الأيام الأخيرة، تصاعدت الأزمة الإنسانية في الداخل، وفقا للأطباء هناك، حيث يكافح المرضى للبقاء دون كهرباء ووقود وتضاؤل الإمدادات الطبية.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن جون كيربى، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أيد ادعاء إسرائيل بأن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون مستشفى الشفاء، وحذر إسرائيل من مهاجمة المستشفى من الجو، قائلا:" لا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في المستشفى، حيث يحاول الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى ببساطة الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها، حتى لا يقعوا في مرمى النيران" .
وأضاف متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو ولا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في مستشفى ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران"، وتابع "يجب حماية المستشفيات والمرضى".
وبعد إعلان إسرائيل عن العملية في المستشفى، كرر متحدث آخر باسم مجلس الأمن القومي تصريحات كيربي، وأضاف: "يجب حماية المستشفيات والمرضى".
وآثار الوضع اليائس في مستشفى الشفاء انتقادات دولية جديدة بشأن تصرفات إسرائيل في غزة، كما اشتدت الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة وسط روايات عن الظروف الصعبة في مستشفيات غزة الأخرى التي تعاني من نقص الوقود، والنقص الحاد في الغذاء والماء.
ومع توسع الحملة العسكرية الإسرائيلية، تتراكم المعارضة داخل إدارة بايدن وفي شوارع واشنطن لانتهاكات قوات الاحتلال الوحشية في القطاع، وفي وقت سابق من هذا الشهر تظاهر آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وأطلعت الصحيفة على رسالة كتبها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى موظفي الوزارة الإثنين، لإطلاعهم على مستجدات ضغوط إدارة بايدن من أجل وقف مؤقت لأسباب إنسانية في الصراع لمساعدة المدنيين.
وكتب بلينكن: "إن الألم الذى يأتى مع رؤية الصور اليومية للرضع والأطفال وكبار السن والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم، لقد مات عدد كبير جداً من المدنيين الفلسطينيين".
وأضافت أن مذكرة بلينكن تأتى بعد شهر من القلق لدى البعض في وزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى بشأن السياسة الأمريكية مع الوضع في غزة.
وفي آخر تحديث، قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة ، إن عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي وصل إلى 11320 شهيدا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، بينما بلغ عدد الإصابات 29 ألف و200 أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء، واستشهد أكثر من 198 من الأطقم الطبية و51 صحفيا.
وأكد أن إجمالى المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بلغ 1165 ووصل عدد المفقودين إلى 3600 منهم 1755 طفلا لا زالوا تحت الأنقاض.