عادل السنهورى

تمرد داخل الإدارة الأمريكية.. لعنة غزة تطارد بايدن

الخميس، 16 نوفمبر 2023 08:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في عام 1962 عرض الفيلم الأميركي الشهير "تمرد على السفينة باونتي" للممثل المعروف مارلون براندو وتريفور هوارد، ويحكي قصة التمرد الذى حدث على السفينة الإنجليزية (باونتي)، خلال الرحلة إلى جزر تاهيتي عام 1787 وهي تحمل الخبز والفاكهة.

كان الكابتن ويليام بليج صاحب الأوامر الصارمة التي لا تناقش من أجل حفظ النظام، ولكن في أسلوبه تعال وكبر غير معقولين، وعندما رسا البحارة على الجزيرة التي بدت كالجحيم بالنسبة للسفينة، في طريق العودة بدأت أمارات التمرد تظهر على الطاقم بسبب معاملة الكابتن السيئة لهم.

ما يحدث خلال الأيام الأخيرة داخل الإدارة الأميركية من مظاهر غضب و"عصيان" احتجاجا من عدد كبير من المسئولين والمسئوليين في وزارة الخارجية على الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني في حرب الإبادة على غزة يشبه ما حدث فوق ظهر السفينة باونتي.. استمرار بايدن في الدعم والرفض لوقف إطلاق النار وعدم التلويح لإسرائيل بضرورة الوقف الفوري للحرب المستمرة منذ 40 يوما وما نتج عنها الى وقع أكثر من 11 ألف شهيد من النساء والأطفال وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، أدى إلى اعلان الغضب والتمرد من أصحاب الضمائر الحية داخل الإدارة الأميركية وتحديدا في وزارة الخارجية برئاسة الوزير انتوني بلينكن.

أصوات الرفض والغضب من ملايين المتظاهرين حول العالم وداخل الولايات المتحدة الأميركية خارج أسوار الإدارة الخارجية تردد صداه بين جدران البيت الأبيض ومؤسسات إدارة الرئيس بايدن، وبدا من الأسبوع الثاني من الحرب يشبه كرة الثلج التي تتراكم وتتضخم يوم بعد يوم وتأخذ في طريقها أكاذيب الدعاية الصهيونية والمزاعم الأميركية لمبررات استمرار مجازر آلة الحرب الإسرائيلية اليومية ضد الشعب الفلسطيني في غزة حتى بدأت واشنطن و"رضيعها غير الشرعي" في تل آبيب تفقد مصداقيتها وسمعتها السياسية - أو ما تبقى منها - من شعوب العالم في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

والتقارير المخابراتية والسياسية التي تسلمها بايدن تحذر من النفور لدى الرأي العام العالمي من الموقف الأميركي الذي آثار غضب الشعوب، وعدد كبير من الأنظمة الحاكمة ضد سياسة الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني.

لعنة غزة تطارد وتلاحق الإدارة الأميركية وحكومة الرضيع غير الشرعي في إسرائيل الآن وبات الرأي العام العالمي في غالبيته في جانب وواشنطن وتل أبيب في جانب آخر... ولاحت في المشهد السياسي العالمي مقاربة لعنة فيتنام التي أطاحت بالإدارة الأميركية للرئيس ليندون جونسون في بداية السبعينات وانتصار إرادة المقاومة الفيتنامية بلعنة ما يدور حاليا في غزة.

غضب وتمرد الخارج ضد سياسة الانحياز الأعمى من إدارة بايدن انتقل الى داخل الإدارة ومكاتبها وجاءت صدمة جوش بول مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية فى وزارة الخارجية مثل جرس الإنذار لما هو قادم.

فقد أعلن المسئول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية استقالته "احتجاجا على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة" وبسبب "الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل".

استقالة بول كانت مثل بداية خيط الغضب والتمرد، فكما ذكر موقع "هافينجتون بوست"  الأميركي أن موظفي وزارة الخارجية مستاؤون من السياسة الأميركية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث تحدث أحدهم للموقع عن "عصيان" يجري التخطيط له في الوزارة.

التمرد داخل الإدارة الأميركية بلغ ذروته منذ يومين فقط وعبرت عنه بصورة واضحة مذكرة داخلية من حوالي 100 موظفا في وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية معارضة للرئيس بايدن تتهمه بـ"نشر معلومات مضللة" عن الحرب على غزة، وتعتبر أن إسرائيل ترتكب "جرائم حرب" في القطاع، وهو ما كشف عنه موقع أكسيوس.

الأمر لم يتوقف على وزارة الخارجية فقط بل اتسع ليشمل أكثر من 500 شخص عملوا في حملة بايدن الانتخابية عام 2020  ودعوا صراحة الرئيس بايدن في رسالة علنية إلى دعم الوقف الفوري لإطلاق النار. وتضامنت مجموعة من موظفي الكونجرس مع  موقف الغضب والتمرد ونظمت وقفة احتجاجية الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول للمطالبة بوقف إطلاق النار.

المواقف المعارض داخل المؤسسات الأميركية يلمح الى بروز الانقسامات داخل الإدارة الأميركية بشأن الموقف في غزة وان كانت بعض الأراء تلمح الى أنه من غير المأمول أن تؤدي الى تغيير جذري في سياسة بايدن.

الأصوات الغاضبة تتعالى خارج وداخل الولايات المتحدة الأميركية والخسائر تزيد يوما بعد آخر، وربما لن تتوقف عند اسوار حملة الرئاسة الأميركية لعام 2024 التي بدأت عجلتها في الدوران وربما تطيح بإدارة بايدن مثل ما حدث مع جونسون في فيتنام..!

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة