تتسابق دول العالم للوصول إلى الحياد الكربونى بحلول عام 2050، من خلال الاعتماد على الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة كافة، وحطمت الطاقة الشمسية الأرقام القياسية فى ظل استمرار أزمة الغاز فى أوروبا.
وتلجأ أوروبا إلى الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية، فى محاولة للتصدى لأزمة الغاز التى تعانى منها بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووضعت القارة العجوز خطة التى فى بدايتها حققت نجاحا كبيرا مع تحطم الطاقة الشمسية الأرقام القياسية.
وتقوم القارة العجوز بتركيب 58 جيجاوات من الطاقة الشمسية في عام 2023، أي بزيادة 30%عن العام الماضى، وأخذت تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح زمام المبادرة، حيث تمثل 70% من جميع تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة في أوروبا، وعلى العكس من ذلك، يعمل قطاع طاقة الرياح على إبطاء تقدمه.
وقد حددت أوروبا بعضاً من أكثر أهداف إزالة الكربون طموحاً في العالم، مثل خطة RePowerEU التي وضعتها المفوضية الأوروبية، وتتجاوز مستويات تركيب الطاقة الشمسية في أوروبا التوقعات، حيث تعادل الكمية المثبتة في أكتوبر 2023 بالفعل إجمالي التركيبات في العام الماضي بأكمله، وفقًا لتوقعات شركة Rystad Energy، ستنمو القدرة الشمسية الجديدة بنسبة 30% هذا العام مقارنة بعام 2022، لتتجاوز 58 جيجاوات من الألواح الجديدة ذات التيار المباشر (GWDC) بحلول نهاية العام.
وفي هذا العام، احتلت تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح زمام المبادرة، حيث تمثل 70% من جميع تركيبات الطاقة الشمسية الجديدة في أوروبا، وهذا يؤكد التزام القارة بالطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي يمكن نشرها بسرعة مع وجود عقبات تنظيمية قليلة نسبيا، مقارنة بالمشاريع الأرضية واسعة النطاق.
وبعد أن تخلت ألمانيا عن المركز الأول لفترة وجيزة لصالح إسبانيا العام الماضى، تمضى قدماً فى تحقيق نمو سنوي متوقع بنسبة 84% هذا العام، لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 13.5 جيجاواط تيار مستمر من إجمالي قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وعلى النقيض من ذلك، تكافح إسبانيا للحفاظ على الزخم هذا العام، على الرغم من أدائها القياسي في عام 2022، وتشمل الأسواق الناشئة الرئيسية الأخرى بولندا وهولندا، حيث كان نموها مدفوعا بشكل أساسى بزيادة التركيبات على الأسطح، وهو الاتجاه الذى يكتسب زخما فى جميع أنحاء القارة.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن الطاقة الشمسية تقود على الأسطح تحول مشهد الطاقة المتجددة في أوروبا من سوق متخصصة إلى قوة قوية في إعادة تشكيل مزيج الطاقة في القارة. ومع ذلك، تواجه طاقة الرياح - بما في ذلك الطاقة البرية والبحرية، والتي تنمو بقوة - عقبات قد تؤدي إلى إبطاء توسعها.
وقال فيجارد ويك فولسيت، نائب الرئيس ورئيس أبحاث الطاقة المتجددة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة Rystad Energy: "إن تطور هذه الاتجاهات يعرض أوروبا أمام التحديات والفرص في سباقها لإزالة الكربون والحفاظ على إمدادات مستقرة من الطاقة".
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها إلى أن ألمانيا تعد مرة أخرى أكبر سوق للطاقة الشمسية فى أوروبا، فى عام 2022، تمكنت من إضافة قدرة 7.9 جيجاوات، تليها إسبانيا.
فى المجموع، تغلق الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة عام 2022 بطاقة شمسية كهروضوئية قدرها 208.9 جيجاوات، بزيادة 25%عن العام الماضى. وتشير التوقعات إلى تجاوز نمو قدره 50 جيجاوات فى عام 2023، بهدف النمو إلى 85 جيجاوات فى عام 2026، وهو العام الذى من المتوقع أن تلعب فيه مصادر الطاقة المتجددة دورًا رائدًا فى سوق الطاقة.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) بالفعل قبل بضعة أشهر أنه بحلول عام 2027، ستشكل الطاقة الشمسية ما يقرب من 20% من توليد الطاقة العالمى. ولفتت إلى أهمية إضافة ما يصل إلى 60 جيجاواط عام 2023، بهدف تخفيف العجز فى إمدادات الغاز الروسى.
تقوم ألمانيا بالفعل بتغطية مناجمها المهجورة بألواح شمسية، وفى إسبانيا نقوم بنفس الشيء مع أحواض الطين، وباختصار، تتضاعف الجهود المبذولة لإنتاج المزيد من الطاقة الشمسية فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى.
اما فى اسبانيا، يلجأ الإسبان إلى تركيب الالواح الشمسية، خاصة مع الارتفاع المسجل فى أسعار المحروقات ما يشكل فرصة لإسبانيا، لتقليص تأخرها فى هذا القطاع.
وتتخذ السعة المتجددة المضافة عالميًا اتجاهًا صعوديًا منذ عام 2000، حينما شهدت إضافة 24.3 جيجاواط، ولم تتراجع على أساس سنوى سوى فى عام 2001 عند 17.2 جيجاواط.
اما عن الهيدروجين الأخضر، تفتح أوروبا أبواب عصر جديد بمصدر جديد للمواد الخام "الهيدروجين" ومع ذلك، يتعين علينا مراجعة نموذج التوريد والاعتماد على الواردات المحتملة.
وأشارت صحيفة "ثينكو دياز" الإسبانية فى تقرير لها حول أهمية الهيدروجين الأخضر لبداية عصر جديد من توفير الطاقة فى أوروبا وأيضا للتخلص من الكربون، إلى أن أوروبا تستهدف زيادة الاعتماد على الهيدروجين مصدرًا لإنتاج الطاقة من 2% فى الوقت الحالى إلى 14% بحلول عام 2050، ويعتمد إنتاج الهيدروجين فى أوروبا أساسًا على الغاز الطبيعى، ويُستخدم فى إنتاج البلاستيك والأسمدة والمنتجات الكيماوية.طاقة الرياح تنخفض.
سوف تشكل طاقة الرياح جزءاً بالغ الأهمية من لغز الطاقة النظيفة في أوروبا في السنوات المقبلة، ولكن الرياح البرية تواجه بعض العقبات الرئيسية. يؤدي السماح بالاختناقات وارتفاع تكاليف سلسلة التوريد إلى تباطؤ التنمية، مما يتسبب في انخفاض يقدر بنحو 11% في المنشآت الجديدة في عام 2023 مقارنة بالعام الماضي. ومن المتوقع أن تنمو طاقة الرياح البحرية هذا العام، ولكن بنسبة 2% فقط بسبب تأخير المشروع.
ويعود هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل السلبية، بما في ذلك الضغوط التضخمية، وعمليات إصدار التصاريح المرهقة، وارتفاع أسعار الفائدة. ومع ذلك، تواصل ألمانيا إحراز تقدم في نمو طاقة الرياح لديها على الرغم من هذه العقبات. بعد عام 2022 الباهت، من المتوقع أن تنتج ألمانيا ما يقرب من 4 جيجاوات من طاقة الرياح البرية الجديدة، مما يمثل نموًا مطردًا ويظهر بشكل أكبر استراتيجية البلاد للحفاظ على التزام متوازن بامتلاك محفظة متنوعة للطاقة المتجددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة