فى يوم الطفل العالمى، هناك ملايين من الأطفال فى قطاع غزة تعيش اليوم تحت وطأة ويلات الحرب، يتعمد الإحتلال الإسرائيلى بتنفيذ مجازر بحقهم منذ بداية عدوان الـ 7 من أكتوبر، يقبعون ليل نهار تحت القصف، منهم من فقد الأب والأم أو الأخ، ومنهم من فقد الأسرة بأكملها ولم يعد له حضن دافئ يأويه بعد خالقه.
براءة قتلتها إسرائيل دون ذنب، براءة لا تعرف حتى شكل السلاح وتخشي صوت الرصاص، أطفال غزة اليوم هم من يتحملون أشد وطأة العنف، فقد أزهقت أرواحهم وتمزقت أسرهم، وتهدمت منازلهم فوق رؤسهم، ومنذ بداية العدوان استشهد أكثر من 5 آلاف طفل من قطاع غزة، هذه الأعداد الرسمية فقد يكون هناك أعداد أكبر من هذا بكثير لا تزال تحت الأنقاض.
حتى من لم يروا النور بعد، من الخدج وحديثى الولادة، لم يسلموا من آلة الحرب الإسرائيلية، فقد استشهد العشرات منهم داخل حضاناتهم بمستشفيات الشفاء والإندونيسي وغيرها ممن تعمد الإحتلال قصفها بمبررات واهية، ونفذ عنها الوقود والمياه والكهرباء، وتوقفت أجهزة الأكسجين عن كثير من الرضع، ما أدى إلى استشهاد كثيرا منهم وسط محاولات يائسة من الأطقم الطبية لمنحهم ساعات من الحياة قبل أن يفارقوها.
هذه هى الطفولة اليوم فى قطاع غزة، ووفقا لاحصائيات رسمية من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فإن أكثر من 5 آلاف طفل، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب، استُشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت التعليم في بيان صحفي اليوم الإثنين،بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم في كل محافظات الوطن، مشيرة إلى أن هناك مشاهد أخرى تشهدها محافظات الضفة الغربية والقدس من قتل بدم بادر واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والكوادر التربوية.
ودعت وزارة التعليم دول العالم ومؤسساته إلى حماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس في الحياة وفي التعليم، والوقوف في وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال، مؤكدة الحق الطبيعي لأطفالنا في الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر.
وطالبت الوزارة كل المنظمات والمؤسسات المدافعة عن الطفولة والحق في التعليم بتحمل مسؤولياتها في سياق اختصاصها، ولجم الانتهاكات المتصاعدة، ووقف الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والطلبة والكوادر التربوية في المناطق كافة، والتدخل العاجل والفوري لوقف هذا العدوان.
ووفقا لبيانات اليونسيف فإن قبيل تصاعد العنف، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع. وبدون شك، فقد ازدادت كثيراً حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القدرة الإنتاجية للمياه في غزة بسبب نقص الكهرباء يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسي.
ويشكل الأطفال أكثر من 70% من إجمالى 13 ألف شخص استشهد فى غزة، وأكثر من ثلث إجمالى الوفيات فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية ، مع افتراض وجود آلاف من الأطفال فى عداد المفقودين فى غزة مدفونين تحت الأنقاض، فمن المرجح أن يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
هذه المعاناة، تسعى مصر إلى رفعها باعتبارها رائدة فى ادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومؤخرا بدأت قوافل المسعفين فى إدخال الأطفال الخدج إلى استكمال علاجهم وانقاذ أرواحهم داخل المستشفيات المصرية بقرار رئاسى مصري، فضلا عن استقبال الحالات الحرجة لعلاجها فى مصر، لعلها تكون سببا فى انقاذ روحا واحدة من هؤلاء ليس لها ذنب سوى أنها جائت إلى دنيا لم تراها بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة