خلال عام 2018 أعلنت وزارة الآثار نتائج الأبحاث الجيوفيزيقية التى أجرتها البعثة العلمية بجامعة البوليتيكنيك بتورينو بإيطاليا والتى كشفت عن عدم وجود أى غرف خلف جدران مقبرة الملك توت غنخ آمون، وذلك بعد مرور عدة سنوات على إعلان عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز العثور على باب سرى فى غرفة دفن توت عنخ آمون، والذى كان يعتقد أنها لمقبرة نفرتيتى، ومع إثارة الأمر من جديد مؤخرا على يد عالمة الآثار سليمة إكرام الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بأنها تعتقد أن المثوى الأخير للملكة نفرتيتى مخبأة خلف حجرة سرية بمقبرة توت عنخ آمون وهو ما يتفق مع نظرية نيكولاس، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل معنى ذلك أن العثور على مقبرة نفرتيتى حلم سوف يتحقق؟.
تمثال نفرتيتي
وفى هذا الأمر قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، الأمل لم ينقطع للعثور على مقبرة الملكة نفرتيتى، وليس معنى أن النتائج العلمية التى أعلنت عنها البعثة الإيطالية بعدم وجود مقبرة الملكة نفرتيتى خلف مقبرة توت عنخ آمون، معناه أننا من المستحيل العثور عليها، ولكنه ليس الأمل الأخير أنها موجودة خلف توت عنخ آمون، فمن الممكن أن تكون فى أى مكان آخر، وليس هناك فى علم الآثار شىء اسمه فقد الأمل، إننى قمت بعمل حفائر كثيرة .
ومن جانبه قال رئيس البعثة البريطانية فراشيسكو بورشيللى، آنذاك، إنه على استعداد لاستخدام الأجهزة الحديثة التى تم استخدامها فى البحث عن وجود غرف خلف مقبرة الملك توت عنخ آمون، فى أى مناطق للحفائر، ولكن بعد موافقة الجهات المختصة.
وأوضح رئيس البعثة البريطانية، أنه لا يريد أن يقول إن اختلاف الآراء حول وجود حجرة مقبرة توت "لغط"، ولكنها اختلاف فى الآراء، وأنها ليست نتيجة محبطة، لأنها فى النهاية مسائل علمية، ولا يوجد أجهزة أكثر مما تم استخدامها للبحث خلف مقبرة توت عنخ آمون، ونحن متأكدون من النتائج، وهناك امل بأن تكون مقبرة نفرتيتى فى أى مكان آخر.
تعتبر الملكة نفرتيتى الزوجة الملكية العظيمة لأمنحتب الرابع المعروف بالاسم الذى تبناه لاحقًا فى حياته أخناتون، واحدة من أكثر الشخصيات المعروفة فى التاريخ، تصف الممرات المتوهجة تألقها مثل تلك التي تم العثور عليها منقوشة على لوحة في منطقة العمارنة، والتي تقول "سيدة النبلاء، رائعة في القصر مثالية المظهر جميلة في العمود المزدوج، سيدة الفرح الذي يتحد مع النعمة، الذي يفرح الناس بسماع صوته، زوجة الملك العظيمة، محبوبته، عشيقة الأرضين - نفرنفرو آتون، نفرتيتي، منحت الحياة إلى الأبد ، وإلى الأبد."
وقد بدأت قصة الاكتشاف في 6 ديسمبر 1912 حين اكتشف عالم الآثار الألماني لودفيج بوشاردت تمثالا نصفيا لها بين أنقاض العمارنة، ويعتبر التمثال النصفي أكثر تصوير مذهل لجمال امرأة من العالم القديم، كما يعد التجسيد المادى لاسم الملكة الذى يعني أن "الجميلة قد أتت".
تاريخ ميلاد ووفاة نفرتيتى غير معروفين، بينما تمكن المؤرخون من إثبات أن نفرتيتى نشأت في الديوان الملكي المصري لأبوين غير معروفين. عاشت حياة مميزة عندما كانت طفلة، محاطة بروعة وطقوس عهد الفرعون أمنحتب الثالث الطويل،كانت مصر غنية وآمنة خلال حكمه. تزوجت من وريث العرش في سن المراهقة ، رغم أن البعض يعتقد أنها ربما كانت أصغر سناً.