أثناء المعرض الثاني للصناعات المصرية وفي العديد من المناسبات أكدت القيادة السياسية المصرية على أن الالتزام وتحمل المسئولية من جانب الفرد تجاه ما يؤديه من عمل أو يوكل إليه من مهام؛ يؤدي قطعًا إلى الكفاءة في الأداء وهو ما يوصف بالاتقان، وبالطبع لا ينفك هذا الأمر عن الإخلاص في العمل والضمير المسؤول، الذي يستوجب على الفرد أن يطور من نفسه وفكره وقدراته؛ فعندما نقوم بعمل ما، فإننا ملتزمون بأن نقدم أفضل ما لدينا ونسعى لتحقيق أقصى درجات الجودة والكفاءة، من خلال تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة، والاهتمام بالجودة والتحسين بصورة مستمرة مما يُشجع على التطور المستمر وتحسين الكفاءة الشخصية والمهنية لتحقيق أعلى مستويات الاتقان.
وجدير بالذكر أن المسئولية لها جوانب ترتبط بالعقيدة التي يتبناها الفرد، كما تتعلق بالنسق القيمي الذي يؤمن بمفرداته، ومن ثم يتسق ذلك مجتمعًا مع تحمله لتبعات ما يؤديه من مهام وأعمال يكلف بها، وهذا من قبيل المسئولية الأخلاقية؛ لذا صار اتقان العمل مسئولية يرتضيها الفرد والجماعة وفق معايير واضحة لا لبس فيها ولا تأويل.
وبما لا يدع مجالًا للشك فإن العمل من المرتكزات الرئيسة التي خلق الإنسان من أجلها بهدف إعمار الأرض والحفاظ على مقدراتها، ومن ثم أضحى العمل من القيم التي تؤسس وتقوم عليها المجتمعات والدول بغض النظر عن التباين العقدي فيما بينها؛ لذا صار العمل قيمة وجودية للإنسان في الأرض بشتى صوره وأنماطه.
وفي حديث من القلب النابض بالوطنية للقيادة السياسية، ذكر بوضوح مقترحات الوصول لمرحلة الاتقان في العمل؛ إذ تم التأكيد على أهمية التكامل بين الجانب التنظيري والجانب الأدائي والتدريب المستمر؛ الذي يكتسب الفرد من خلاله المهارة في صورتها المكتملة بما يمكنه من الوصول لمرحلة الاتقان، وهنا يمكننا أن نصل بكل سهولة لمرحلة الابداع في المجال وفق ما يمتلكه الفرد من ملكات تشجعه على ذلك.
حيث إن تقدم ورقي المجتمعات مرهون بنظم تعليم وتدريب تعتمد على تأهيل الفرد المنتج في تخصصه، ومن ثم حرصت القيادة السياسية على تقديم النصح لمجتمع الشباب للتمسك بطريق العلم والمعرفة الذي يعتبر مفتاح التنمية والتقدم لكل مجتمع يصبو لذلك، وأن يكون للفرد خطط تنموية طموحة يستطيع من خلالها أن يستزيد من المعرفة والخبرة التي تجعله يمارس عمله باتقان.
ويجب على الفرد تحديد أهدافه وطموحاته، التي تتعلق باكتساب المعرفة والمهارات الفنية والمهارات الناعمة في مجال عمله، إلي جانب مهارات القيادة والتواصل والتفكير الاستراتيجي، ومن ثم السعي لوضع خطة تنموية لتطوير ذاته ومهاراته، وتحديد الخطوات التي سيتخذها لتحقيق أهدافه الخاصة ونموه المهني كحضور الدورات التدريبية، والتعلم المستمر وزيادة المعرفة والخبرة، وقراءة الكتب والمقالات المهنية، والمشاركة في المشاريع التطويرية، والتواصل مع الخبراء في مجال التخصص لتبادل الرؤى والخبرات المختلفة من أجل الاستفادة وتحسين المجال وصولاً للاتقان، ومواكبة التطورات بسوق العمل؛ لتحقيق معدلات عالية من الأداء والإنتاجية.
ومن المهم تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف المطلوبة للتنافسية في الأسواق المحلية والعالمية، وهو أمر بالغ الأهمية يتطلب الإعداد المسبق للشباب باستخدام أحدث التقنيات والوسائل في التعليم والتدريب، وتبنى المؤسسات التعليمية مناهج تركز على اكتساب المهارات المواكبة لسوق العمل، وخاصة المهارات التكنولوجيا والابتكارية والقيادية، وتوفير فرص التدريب والتعليم المستمر للشباب قبل وبعد وأثناء الخدمة من خلال برامج التدريب المهني والتعلم عن بعد وورش العمل التي تركز على تطوير المهارات العملية والتقنية المطلوبة لسوق العمل.
والاهتمام بعقد الشراكات والتعاون المستمر والمثمر بين المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات الصناعية؛ لتحديد الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وتوجيه التعليم والتدريب وفقًا لهذه الاحتياجات، وتشجيع الشباب على اكتساب مهارات ريادة الأعمال من روح المبادرة والاستعداد لتحمل المسئولية، والمخاطرة المحسوبة، وتوفير بيئة داعمة تشجع الشباب على التفكير الابتكاري وتنمية مهارات القيادة وإلهامهم للمساهمة، والمشاركة في الإنجازات ونهضة البلاد لضمان مستقبل مزدهر ومستدام وتحقيق جودة الحياة التي يرنوا لها الجميع والرفاهية للدولة والمجتمع.
وقد أكدت القيادة السياسية الرشيدة بالدولة المصرية على أنه يصعب تلبية احتياجات مؤسساتنا الوطنية من قوى بشرية لا تمتلك الكفاءة التي تحقق لها الميزة التنافسية في السوق المحلي والعالمي، وأن السبيل الوحيد لهذا الأمر هو الإعداد المسبق وفق أحدث التقنيات لجيل من الشباب يتحمل المسئولية ويشارك بقوة في دفع عجلة التقدم والنهضة بالبلاد.
وتلك دعوة صريحة من قبل مرشحنا الرئاسي عبد الفتاح السيسي نحو الاهتمام بالتعليم والتدريب للأفراد، وفق سياسات وبرامج اقتصادية؛ حيث أكد عليها في كل محفل وحث علي تحقيقها بكل قوة وعزم، ويكون أسسها تنمية قدرات الفرد ليصبح صاحب مهارة وكفاءة عالية في تخصصه يؤدي عمله بكل تفاني واقدام، ومن ثم يستطيع أن يوجد لنفسه فرص عمل متعددة على المستوى المحلي والدولي بما يمتلكه من مهارات، وهنا يمكننا القول بأن الاتقان من منطلق تحمل المسئولية في العمل أصبح وسيلة رئيسة للتوظيف، بل ولنجاح المشروعات الكبيرة منها والصغيرة.
كما ننوه بأن هناك ضرورة للالتزام بمواثيق العمل ومعاييره؛ حيث يصعب بحال أن نطالب بزيادة في الراتب دون عطاء يرتبط بإتقان والجودة وزيادة الإنتاجية؛ فحدود التنمية محسوبة بحجم الإنتاج ومدى مناسبته وتلبيته لسوق العمل على المستويين الداخلي والخارجي؛ لذا يجب أن يراجع الفرد نفسه ويقيم أدائه وفق معطيات المدخلات والمخرجات، وفي إطار مستوى الأداء الذي تحكمه درجة الإتقان.
وقيمنا العقدية والمجتمعية تحثنا على العمل عند مستوى الإتقان دون جدال؛ إذ أن الإخلاص في العمل من أسباب رفع البلاء واستجابة الدعاء وأداء الأمانة التي كلفنا الله بها، وإحداث نوع من التوازن بين ما نطلبه وما نؤديه، ولندرك دومًا بأن جهد الوصول لمرحلة الاتقان في العمل لا تضيع هباء؛ فلكل مجتهد نصيب يقدره له رب العباد.
حفظ الله بلادنا وشعبها العظيم وقيادتنا السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة