دائما ما نشعر بنعمة وقيمة الوطن وفخر الانتماء والولاء له في أوقات الأزمات والمحن ويظهر معدن المصريين الأصيل، وأيضاً عندما نرى الأزمات في الدول الأخرى، ونشاهد المواقف المخزية والمؤسفة مما يدعى المجتمع الدولي الذي يتربص ويترصد لنا من أجل ضرب استقرار أوطاننا.. حقائق كشفتها لنا الأزمة المشتعلة في قطاع غزة من شهر ونصف الشهر، لعل أهمها أن مصر دولة قوية وقادرة على حماية أمنها القومي لأن لديها جيش قوي هو درع الأمان والاستقرار للبلاد، يشعرنا بالطمأنينة على بلدنا واستقرارها، ويجعلنا نحمد الله عز وجل على نعمة الأمن والاستقرار التي تنعم بها مصر، وأن أي دولة بدون جيش قوي أمنها واستقرارها مهدد والمخاطر تحيط بشعبها.
لذلك القيادة السياسية تستحق كل الشكر والتقدير على الجهود المبذولة على مدار السنوات الأخيرة في دعم القوات المسلحة المصرية والطفرة التي حدثت في التسليح والتطوير ليكون لدينا جيشاً قوياً مجهزا ومستعدا لحماية أمن الوطن ضد أي مخاطر.
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى والمجتمع الدولي الظالم منعدم الإنسانية الذي يتجاهل على مدار 45 يوما الجرائم الوحشية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وكشفت الغطاء عن الوهم والزيف الذي يصدره لنا بأنه يدافع عن حقوق الإنسان والحريات، أين هى حقوق الإنسان في فلسطين، ثم أين دورك في التصدي للانتهاكات، المجتمع الدولي عديم القيم والإنسانية، لا يرى أو يسمع عن حقوق الإنسان إلا في مصر وبعض الدول العربية، ويختلق وقائع كاذبة من أجل الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان من وحي خياله وأوهامه، لكنه يصم آذانه وتعمى عينيه عن الانتهاكات الصارخة التي ترتقي لدرجة جرائم الحرب طالما أن مرتكبها من نفس فصيلته، هذا ما نراه من المجتمع الغربي المتشدق كذبا وبهتاناً بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، نحو 45 يوماً وجيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف المساكن والمستشفيات والمدارس ودور العبادة ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ في الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة، وهذا المجتمع الدولي الخادع الكاذب ما زال نائما لا يرى لا يسمع لا يتكلم، كما أنه لا ينتقض إزاء الانتهاكات والتجاوزات ضد حقوق الإنسان في الدول الغربية، ويتعامل بسياسة الكيل بمكيالين، لكنه ينتفض فقط ليطالب بالإفراج عن مجرمين يحاكمون أمام القضاء المصري الشامخ المستقل ومتهمين صدرت ضدهم أحكام قضائية باتة، فيتخذون حقوق الإنسان ذريعة للضغط على الدول والتدخل في شئونها، ولا ينتفض دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي أسفر القصف الإسرائيلي عن آلاف الشهداء والمصابين منه حتى الآن.
يوماً بعد يوم نتأكد أن مصر مستهدفة طوال الوقت وتحاك لها المؤامرات والمخططات من الأعداء للنيل من استقرارها ومحاولة إسقاطها؛ فهى الدولة الأقوى والأهم في المنطقة وجيشها الأقوى والأجهز، وهى حائط الصد المنيع والصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والمخططات الشيطانية، ورأينا منذ عام 2011 وحتى الآن، المحاولات لا تتوقف للنيل من الدولة المصرية، لكنها في كل مرة تنجو وتكون عصية على السقوط، فمن محاولات فاشلة لإحداث فوضى وفتن، إلى مخططات أخرى لضرب الاقتصاد المصري ومحاصرته، وشائعات مغرضة وأكاذيب يروجها أهل الشر أعداء الوطن، وفي كل مرة مصر تكون محفوظة بفضل من الله سبحانه وتعالى، وبترابط الشعب المصري واصطفافه خلف الدولة والقيادة السياسية، وحالياً تتصدى مصر لمخطط الصهيونية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأرض المصرية سيناء، لكن مصر لهذه المخططات بالمرصاد، تقف صامدة وصلبة وتحبط المخطط والذي يعد امتداداً لمخطط أكبر هو ما يسمونه "إسرائيل الكبرى"، حيث تظل سيناء مطمعا لهم، ولكن هيهات هيهات، لن نفرط مصر في شبر واحد من أرضها، وسنتصدى بكل قوة لأي محاولات للنيل من بلدنا.
من الحقائق والدروس المستفادة أيضاً، أن مصر تسير في الطريق الصحيح وتعمل في كافة المسارات للنهوض بالدولة بما يمكنها من الاعتماد على نفسها وحماية مصالحها والقدرة على حماية أمنها واستقرارها، خاصة في وقت الأزمات والمحن التي تظهر لنا من يقف بجانبنا ويدعمنا ومن ينتظر سقوطنا، ومن يربط تعامله وتعاونه مع مصر بمدى استفادته منها في تحقيق مصالحه وأطماعه، لكن مصر تفطن لكل ذلك.
ونتأكد يوما بعد يوم أن الدولة المصرية لديها ثوابت وقيم وستظل السند للأمة العربية، ففي كل المحن والأزمات، تكون مصر أول دولة تفتح ذراعيها للأشقاء وتحتضنهم وتقدم لهم الدعم والمساعدة، رأينا ذلك والتاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الدول، ففي الآونة الأخيرة رأينا مواقف مشرفة لمصر في دعم الأشقاء في السودان وقبلهم في سوريا وليبيا، وحاليا ما تقوم به من دور كبير فى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، لتظل السند والعون دائماً، لا تنتظر مقابل ولكنها تؤمن أن هذا واجبها وقدرها، وهو دور لا تقوم به أي دولة سوى مصر.
حقيقة أخرى، أن عقيدة الدولة المصرية أنها لا تقبل الاستسلام، وتحافظ على سيادتها ولا تسمح بالتدخل في شئونها أو المساس باستقلاها وأمنها، فمصر رفضت ولم تقبل على مدار تاريخها إقامة قواعد أجنبية على أراضيها مثلما فعلت العديد من دول المنطقة، ولم تشارك في أي مخططات لهدم أي دولة في المنطقة، مصر وإن كانت تملك القدرة والقوة فهى ليست معتدية، ومصر كما حاربت في 1973 وانتصرت في حرب العزة والكرامة واستردت سيناء من العدو الإسرائيلي المحتل، فكل أبنائها مستعدون للتضحية بأرواحهم فداء للوطن وحماية لأمنه، لذلك الجميع يرفض مخطط التهجير القسري للفلسطينيين ولن تسمح مصر به تحت أي ظرف.
وفي الأزمة الحالية في قطاع غزة، تقوم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدور تاريخي مشرف في المساندة والدعم والدفاع عن القضية الفلسطينية، وموقف قوي وشجاع وجهود حثيثة في حماية الأمن القومي المصري وتوجيه رسائل الردع لكل من تسول له نفسه أن يفكر في المساس بأمن مصر، فالدولة تتعامل بسياسة تحكمها الحكمة والرشد وحماية مصالح مصر وشعبها.
والشعب المصري الذي يظهر معدنه الأصيل في كل أزمة تتعرض لها مصر، فيخرج معبراً عن مساندته ودعمه لموقف الدولة المصرية في أي تدابير تتخذ لحماية الأمن القومي المصري، ويقف على قلب رجل واحد وراء الدولة، ورغم الأزمات والظروف الاقتصادية الصعبة لكنه في وقت الأزمة ينسى كل ذلك ويلتف خلف دولته والقيادة السياسية للحفاظ على نعمة الوطن واستقراره.
أخيرا، أجدد التأكيد على أن الأزمات دائما كاشفة عن مدى الوعي لدى الشعب المصري، وأهمية الوعي في مواجهة التحديات والأزمات، وأن هناك وعي كبير بما يحاك لمصر من مؤامرات لضرب استقرارها، وكذلك الوعي بضرورة التصدي للشائعات والأكاذيب المغرضة التي يروجها أهل الشر وأعداء الوطن لتشويه مؤسسات الدولة، والشعب المصري يقف بالمرصاد لأي محاولات لإحداث فتن وفوضى في المجتمع.