من حُسن حظي وبحكم عملي، حضرت اليوم الجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة طلبات إحاطة موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء بشأن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة تجاه منع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غرة، وكانت الجلسة بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي.
الجلسة كانت تاريخية.. تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معان، النواب كانوا على قدر المسئولية ورئيس الوزراء كشف ما في مكنون صدر "حكومته" وأفصح عن المحددات التي تتعامل بها مصر إزاء الأحداث الراهنة في فلسطين والعدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني.
الوضوح والشفافية هما السمات الرئيسية للجلسة العامة.. النواب نقلوا نبض الشارع المصري، وأشاروا إلى ما ينشر في الإعلام الدولي عن محاولات تهجير أهل فلسطين إلي سيناء وانفصال أرض الفيرزو حدوديا عن مصر.. لكن إشارات النواب قوبلت بكلمات واضحة وحاسمة من رئيس الوزراء :" مصر لن تتوانى عن استخدام كافة الإجراءات التي تضمن حماية وصون حدودها، كما هو الحال مع حدودها في الجهات الأخرى الغربية والجنوبية وحال حدوث أي سيناريو يستهدف نزوح الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية سيكون لها رد حاسم، وفقاً لأحكام القانون الدولي".
وكما كانت كلمات النواب واضحة كانت كلمات رئيس الوزراء أكثر وضوحا وأيضا كان الجميع يقف صفا واحدا، وهو ما عبر عنه النائب ضياء الدين داوود، في كلمته عندما قال :" الجميع لابد أن يرتفع فوق أي خلاف داخلي مع الحكومة، هذا التوقيت الفارق فى تاريخ مصر وفى تاريخ الأمة يتطلب وحدة الصف وتحديد واضح وصريح ومباشر للأمن القومى المصرى، ولحدود الأمن القومى العربى والأمن القومي المصري".
ومن الأمور الهامة التي أيضا سعدت بسمعها، عند فسر رئيس الوزراء، كلمات "المخابيل" الذين يقولون أن مصر استقبلت 9 ملايين ضيف فما هو الضرر من استقبال 2 مليون فلسطيني بدلا من الحالة الراهنة، بقوله : "هذا فرق جوهرى وقبول مصر بدخول 2 مليون فلسطينى الآن يعتبر تصفية للقضية الفلسطينية" ولم يكتف بذلك بل أضاف: "مرحبا بأي ضيوف لمصر لكن في هذا الوقت فلا، لأن تراب سيناء عزيز على كل المصريين، فهناك من سالت دماؤهم في حروب شتى لأن عقيدتهم كانت دوماً النصر أو الشهادة".
الجلسة كانت مليئة بالأحداث ومعبرة عن الحالة الوطنية، ووجهت رسائل صريحة للداخل والخارج، تتمثل في أن المصريين يتعاملون مع الأرض كأنها العرض، ومن يريد أن يجرب فعليه أن يقرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة