ارتفعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الخميس لتتداول بالقرب من المستوى الرئيسي 2000 دولار للأونصة، وذلك في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي اليوم بالإضافة إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في شهرين.
تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1993 دولار للأونصة، بعد أن سجلت أعلى مستوى اليوم عند 1998 دولار للأونصة مرتفعا بنسبة 0.2%، يأتي هذا بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.4%.
يظل الذهب حتى الآن غير قادر على اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة بشكل واضح والاستقرار اعلى هذا المستوى، حيث يفتقد الزخم الكافي للبقاء فوق هذا المستوى، وذلك في ظل عدم استقرار توقعات السياسة النقدية الخاصة بالبنك الفيدرالي الأمريكى.
ارتفاع سعر الذهب اليوم يأتي مع تراجع في مستويات الدولار الأمريكي بسبب ضعف أحجام التداول في السوق وغياب الأسواق المالية الأمريكية بسبب عطلة عيد الشكر، بينما تستقر عوائد السندات لأجل 10سنوات بالقرب من أدنى مستوى في شهرين الذي سجلته يوم أمس عند 4.363%.
ومن ناحية أخرى تراجعت أسعار الذهب أمس بعد أن سجلت أعلى مستوى عند 2006 دولار للأونصة، وذلك بعد صدور بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية لتشهد تراجع غير متوقع إلى 209 ألف بعد أن كانت القراءة السابقة عند 233 ألف والتوقعات عند 226 ألف.
إلى جانب هذا ارتفع مؤشر ثقة المستهلكين الأمريكي أمس إلى المستوى 61.3 بأعلى من التوقعات 61.1 والقراءة السابقة 60.4. لتساهم هذه البيانات الإيجابية في دفع الدولار إلى التعافي يوم أمس حيث يستمر الاقتصاد الأمريكي في اظهار مرونة كافية يمكنها أن تؤثر على توقعات خفض الفائدة التي وضعتها الأسواق خلال النصف الأول من العام القادم.
واتفق أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الأخير للسياسة النقدية على أنهم سيتحركون "بحذر" ويرفعون أسعار الفائدة فقط إذا تعثر التقدم في السيطرة على التضخم، حسبما ورد في محضر اجتماع البنك الذي صدر هذا الأسبوع.
وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن الأسواق الآن تسعر على نهاية رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، الأمر الذي يعني انخفاض عوائد السندات الحكومية والدولار، مما سيدفع أسهم الذهب وشركات التعدين إلى الارتفاع في عام 2024.
ويحاول الذهب مرة أخرى اختراق المقاومة الرئيسية فوق 2000 دولار، مع احتمال أن يؤدي الاختراق الناجح إلى نهاية قوية للذهب هذا العام، مثل ما شهده كل من الذهب والفضة خلال السنوات الست الماضية عندما أسفر تداولات شهر ديسمبر عن ارتفاع في مستويات الذهب بمتوسط 4%.
وبالنسبة لحيازات صناديق الاستثمار فقد شهدت بعض الاستقرار خلال الشهر الماضي، ولكن يظل إجمالي حيازات صناديق الاستثمار المتداولة من الذهب منخفضًا بمقدار 220 طنًا خلال عام 2023، لكن الطلب القوي والمستمر من البنوك المركزية على شراء الذهب يمنع ضعف الطلب الاستثماري من التأثير على أسعار الذهب بشكل عام.
وفي عام 2022 اشترت البنوك المركزية ذهب بشكل قياسي بلغ 1136طن وفقاً لمجلس الذهب العالمي، ومنذ بداية عام 2023 قامت البنوك بشراء 800 طن من الذهب في الأرباع الثلاثة الأولى من العام، لذا فمن المحتمل أن ينتهي هذا العام بتسجيل مستوى قياسي آخر في مشتريات البنوك المركزية للذهب للعام الثاني على التوالي.
الجدير بالذكر أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب قد وضعت أرض صلبة لأسعار الذهب، مما منع الأسعار من التراجع بشكل حاد في فترات ارتفاع الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
وعلى مدى السنوات الست الماضية سجلت أسعار الذهب مكاسب قوية خلال شهر ديسمبر، لتسجل أداء يتراوح بين 2.2% في عام 2017 و6.8% في عام 2020، وإذا استطاع الذهب اختراق مستوى المقاومة 2010 دولارات للأونصة سيؤدي هذا إلى حركات شراء متتالية بسبب الخوف من تضييع الفرصة في الأسواق، وبالتالي نشهد أداء قياسي للذهب خلال شهر ديسمبر.