عندما يمتلك الفرد المهارات التي تؤهله للقيادة يصبح قائداً ويتمكن من أن ينقل وطنه من مربع العوز، والاحتياج لمربع التنمية والنهضة؛ ليحقق أمال وطموحات مواطنيه؛ فإن إدارته توصف بالابتكارية التي تؤهل طرفا التنمية المتمثلة في المورد البشري بتنمية قدراته والمورد المادي بتعظيم مخرجاته.
وهناك العديد من الخصائص التي يتسم بها القائد نلاحظها في مظهره وممارساته الاعتيادية؛ فنرى دومًا أن قائد المرحلة الآنية والمستقبلية يهتم بوطنه ومواطنيه، ويحاول أن يزيل ما يهُم أبناء شعبه ويعظم لديهم التحديات والصعوبات، ويصحح المعلومات الخاطئة التي تشكل وعي مغلوط وفهم خطأ للأمور، وتقف حائلًا دون تحقيق أهدافهم والقيام بمهامهم، كما يفكر باستمرارية تجاه ما يطرأ من مشكلات أو ما هو قائم منها وتهم الوطن وتوقف مسيرته؛ ليجد الحلول السريعة التي تمكنه من استكمال مسيرة التنمية في مجالاتها المختلفة.
ومن ثم يضع القائد نصب عينيه وخلد تفكيره أهدافًا يسعى إلى تحقيقها، بل ويصر على إنجازها مكتملة، ويطمح في تحقيق ما يستجد منها في ظل ما تدفع به مجريات الأمور وأحداثها، وهذا يجعله على تواصل مستمر بمن حوله من مسئولي الوطن ومن يمتلكون الخبرة في المجالات المختلفة في الداخل والخارج؛ فيؤدي سعيه الحثيث إلى تحقيق مكاسب لا يكاد يصدقها منطق أو تفكير نمطي.
ونرى في القائد الطموح تحليه بالذكاء الذي يعضد رؤيته نحو المستقبل ليمارس ممارسات قد لا يتقبلها الفرد العادي في وقتها؛ لكن بعد مرور الوقت يستيقن المواطن أن أفعال وممارسات القائد تمخضت عن تفكير عميق، ورؤية استباقية، وذكاء يوصف بالمتعدد، وهنا نؤكد أن التفاوض مع نمط الذكاء الحاد يشكل فراسة قوية تجاه المستقبل القريب والبعيد، ناهيك عن سهولة قراءة المشهد الحالي، بما يمكنه من تبني رؤى طموحة في شتى المجالات التي تحقق النهضة للوطن الغالي.
وبرغم ما يحيط بالقائد من مهموم ومشكلات لا تنتهي؛ إلا أنه يوصف بخفة الدم والروح الجميلة المتفائلة والمحببة؛ حيث يحرص على إشاعة مناخ من المحبة والود مع من يتواصل معهم، وفي نفس الوقت تحتم عليه المسئولية الكبيرة أن يكون صاحب فطنة وحكمة وحلم وصبر، وذهن متقدد، حال حدوث الأزمات؛ فيصدر القرارات المدروسة التي لا تتسبب في عطب مؤسسات الدولة وتأخرها عن مسيرة النهضة والرقي، وتنشغل بمزيد من المشكلات التي قد تؤدي إلى انهيارها.
كما تمكن حكمة القائد ومهاراته الفائقة من أن يشكل فرق عمل متميزة، تستطيع أن تؤدي ما يوكل إليها من مهام وتحقق مسار التقدم وفق الجدول الزمني المرسوم لها؛ حيث تبذل المزيد من الجهد المتواصل دون ملل أو كلل أو توقف، وتقابل التحديات بروح معنوية مرتفعة لا تشعرها بالإحباط أو تقلل من عزيمتها، وهذا الأمر يستوجب أن يكون القائد مؤثرًا في الأخرين، مع وعيه التام بقدراتهم وصفاتهم الشخصية.
والقائد المحنك صاحب الرؤية السديدة لا يتوقف مطلقًا عند حاضره، بل يركز بصورة وظيفية على أولويات المستقبل القريب والبعيد؛ ليتبني من الخطط المستقبلية ما يجعل شعبه يقبل التغيير ويعشق النهضة ويساعد في توفير مقوماتها بالعمل والجد والاجتهاد بشكل مستمر، وهذا يعبر بصورة مبسطة عن سياق الاستقطاب المرغوب فيه تجاه التقدم والازدهار، ويصعب أن يحدث ذلك بعيدًا عن مصداقية متبادلة بين أطراف التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة ومؤسساتها وقيادتها السياسية الرشيدة.
وقائد المرحلة الآنية والمستقبلية يجب أن يمتلك صفة مهمة للغاية كونها تشكل مبدأ رئيس في نجاحه وتوفيقه وهو الاستقامة في مسار إدارة شئون البلاد؛ فلا تدار البلاد بالمكر والكذب والخديعة، بل تدار بشفافية ووضوح ومصداقية مطلقة؛ كي يضمن القائد اصطفاف الشعب والحكومة خلفه ثقة ومشاركة ودعماً وتأييدا، ومن ثم يتخذ من القرارات والإجراءات ما يحقق به غايات الدولة العظمي ويحمي مقدرتها ويحافظ على أمنها القومي وسيادتها.
ونود الإشارة إلى أن قبول القائد لمستويات متدنية في النتاج أو مهارات القيادات أو العاملين معه بالدولة منعدم؛ فلا مجال ولا مكان للضعف في بنيان الدولة الرئيسة، وهذا يحتم عليه ألا يقبل نهائياً بالمحسوبية أو الوساطة والرافض القاطع لمسارات وسبل الفساد التي تقوم على تحقيق المصالح الشخصية لأفراد بعينها؛ فتلك بداية الانهيار لا محالة، فالأساس لديه هو الكفاءة.
وما تناولناه بشكل مختصر عن صفات القائد الآنية والمستقبلية ينطبق تمامًا على مرشحنا الرئاسي عبد الفتاح السيسي؛ فما رأينا منه إلا إصرارًا على نهضة البلاد وإخراجها من حالة العوز لحالة العزة؛ فيحمل هم وطنه ويسعى بكل جهد لتحقيق تنمية مستدامة وفق رؤية طموحة، ومشاركة كل من يحقق الإنجازات بالدولة المصرية العظيمة، كما لم نر منه إلا كل حكمة وحلم وصبر مع أهل مصر الكرام؛ حيث إن قراءته للمشهد قراءة صحيحة وواضحة في كليتها، كيف لا وهو القائد صاحب الخلق القويم تشهد له إنجازاته القائمة والمستمرة والتنمية الشاملة بكل القطاعات الدولة وعلاقاته ومواقفه الرائدة والمشرفة بالمجتمع الدولي ودول المنطقة، وفقه الله لسبل الخير والرشاد للبلاد والعباد.