حسين يوسف

هدنة غزة.. مصر كلمة السر

الإثنين، 27 نوفمبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ اندلاع حرب غزة، ولا شىء يهم مصر سوى الحفاظ على أرواح الأشقاء فى غزة، وإرسال المساعدات الإنسانية لإبقائهم على قيد الحياة، لم تلتفت مصر للصغائر، أو محاولات التهميش لدورها، الذى قام به البعض فى البداية، بل كان جل اهتمام القيادة السياسية المصرية، هى إيصال صوت فلسطين وخاصة غزة إلى العالم، والعمل مع كل الأطراف لإمرار المساعدات الإنسانية للذين يعانون من القصف والتدمير فى غزة.

نجح الرئيس السيسى فى قمة القاهرة للسلام فى أن يسمع العالم حجم المأساة التى تعيشها غزة، والمعاناة الدامية لسكانها جراء القصف المتواصل، والعدوان الإسرائيلي الغاشم على شعب أعزل، لا يملك سوى عزيمته وقوة إرادته وإصراره على  التمسك بأرضه.

ورأى العالم الحوارات والمناقشات واللقاءات التى تتم، بعيدا عن مصر، ومحاولة البعض لعب دور في إدخال المساعدات أو التوصل لهدنة إنسانية، وكلها باءت بالفشل، بسبب تعنت إسرائيل الممزوج بالصلف والغرور، فى الوقت نفسه كانت مصر" الكبيرة" تسير فى خطواتها المحسوبة بدقة، وتواصل اتصالاتها ومساعيها الحثيثة لإدخال المساعدات الإنسانية أولا، ومن بعدها العمل على هدنة يمكن الاستناد عليها لإيقاف الحرب والعودة لطاولة السلام مرة أخرى.

نجحت ضغوط القاهرة فى إدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع بعد أن اشترطت تزامن خروج العالقين من رعايا الجنسيات الأجنبية من غزة عبر معبر رفح مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهو ما تم فعليا. بعدها بدأت القيادة السياسية ممارسة الضغوط القوية والاتصالات الحثيثة على العديد من الأطراف الفاعلة فى القضية، وتم التنسيق مع الأشقاء قى قطر، لترتيب الأوراق للوصول إلى هدنة إنسانية يلتقط فيها الغزاويون أنفاسهم ويضمدون جراحهم، ويجمعون شتاتهم بعد 48 يوما من المعاناة من عدوان همجى من دولة صهيونية لا تراعى أى رحمة أو أخلاق. ونجحت الجهود المصرية القطرية فى إيقاف آلة القتل الإسرائيلية، لتتنفس غزة الصعداء، ولو مؤقتا.

وانهالت كلمات الإشادة من دول العالم بالدور المصرى الذى كان حاسما، فى التوصل إلى هدنة بغزة، بالتنسيق مع الأشقاء فى قطر، ووضح جليا للجميع بأن مصر هى كلمة السر فى أى ترتيب للأوراق فى المنطقة، وأنه لا غنى عن القاهرة فى حلحلة أى أزمة أو تشابك فى المصالح، أو تعقيد فى الأيديولوجيات التى تربط الأطراف فى المنطقة. فالقاهرة تمتلك كل الأوراق اللازمة للعب الدور المحورى والفاعل، ودائما كانت كلمتها مسموعة فى كل القضايا الملتهبة.

لم تكن مصر يوما بعيدة عن القضية الفلسطينية أو أى أزمة تعصف بالأمة العربية، بل كانت دوما تتدخل لرأب الصدع، وتستخدم نفوذها وضغوطها لحياكة الجزء الممزق فى العلاقات البينية بين الأشقاء أو الجيران، وفى كل مرة تثبت للجميع أن القاهرة هى كلمة السر فى أى ترتيبات أو استقرار منشود فى المنطقة، كثيرا حاولوا تجاهل دورها، أو تهميش نفوذها، ولكن خاب مسعاهم، وكانوا يلجأون إلى مصر عندما تتشابك الأمور، وتتعقد الحلول، فكانت دائما فى الموعد، والمكان، وتكرر الأمر فى حرب غزة، وكانت مصر كالعادة، هي مفتاح الحل وكلمة السر.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة