دائماً ما يكون الشعب المصري العظيم قدوة ونموذج يحتذى به في أى وقت أو ظروف يحتاج إليه الوطن فيها، فسرعان ما يلبي نداء الوطن، وهو ما أثق كل الثقة أن نراه خلال الأيام القليلة القادمة بأن نجد المصريين بكافة أطيافهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، يلبون واجبهم الوطني ومسئوليتهم في المشاركة الإيجابية ومباشرة حقوقهم السياسية المشروعة بنص الدستور والقانون بشأن حق الانتخاب والتصويت لصالح المرشح الرئاسي المناسب من وجهة نظر كل مواطن مقيد في قاعدة بيانات الناخبين.
الحقيقة أن مصر تشهد عرسا ديمقراطياً حقيقياً بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة تديرها الهيئة الوطنية للانتخابات بكل حيادية تامة دون انحياز لطرف دون آخر، لتطبق ما تعهدت به قولا وفعلا بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ومنذ انطلاق إجراءات العملية الانتخابية في أواخر شهر سبتمبر الماضي، وحتى الآن لم نشعر بأن هناك محاباة أو انحياز أو تفضيل لمرشح دون الآخر، وفترة الدعاية الانتخابية خير دليل، إذ أن هناك 4 مرشحين للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تقوم حملاتهم الانتخابية بممارسة حقوقها في الدعاية لمرشحها بكل حرية ودون تضييق في إطار الالتزام بالضوابط المقررة والحاكمة وفقا للقانون.
وشاهدنا خلال الفترة الأخيرة جولات ومؤتمرات انتخابية للمرشحين في مختلف المحافظات والمناطق، بل وظهور متكافىء في وسائل الإعلام المختلفة لشرح البرامج الانتخابية لكل مرشح، تلك الحالة الديمقراطية تثري الحياة السياسية المصرية وتضفي عليها قوة وتنوع وتعددية، خاصة أن من بين المرشحين الأربعة للرئاسة ثلاثة رؤساء أحزاب سياسية، وبينهم أحزاب محسوبة على المعارضة، هذه حالة تعزز المناخ الديمقراطي وتؤسس لمسار سياسي سليم يمكن البناء عليها في القادم في توجه الدولة نحو الإصلاح السياسي خاصة بعد إجراء الحوار الوطني وما نشهده اليوم من حالة إيجابية في الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وقد كنا شهودا على مدى الحيادية التي تتمتع بها أجهزة الدولة كافة خلال تلك الانتخابات الرئاسية، حيث يمثل حزب الوفد العريق بممثل هو رئيس الحزب، ولا شك أن مشاركة حزب الوفد في الانتخابات الرئاسية تضيف زخماً وقوة وتنوعا؛ فهو أحد أهم وأعرق الأحزاب المصرية على مدار تاريخ مصر السياسي، وله باع طويل في الحركة الوطنية وخدمة الوطن، وقدم لمصر الكثير على مدار تاريخه وخرج منه رموز وطنية يخلد التاريخ أسمائهم بأحرف من نور لما قدموه لوطنهم، فهو حزب لديه كوادر وقامات كبيرة في مختلف التخصصات والمجالات.
وخلال المؤتمر الذي أقيم بمدينة طنطا بمحافظة الغربية شعرت أن المواطن المصري لديه هو حالة من الوعي والإدراك بأهمية المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية، ومحافظة الغربية هى واحدة من أعرق وأهم وأكبر محافظات مصر، عاصمة إقليم الدلتا، المنارة الثقافية و أحد معاقل بيت الأمة العريق التي زخرت بالعديد من الرموز والشخصيات الوفدية الوطنية، وقد تعودنا دائماً في كل استحقاق انتخابي أن تكون محافظة الغربية واحدة من المحافظات التي تحقق رقماً هاما في المعادلة التصويتية، وتكون ضمن المحافظات ذات الكثافة العالية في المشاركة، فعدد سكان المحافظة ستة ملايين نسمة، وعدد من يحق لهم التصويت كبير، والغربية دائما على درجة كبيرة من الوعي بأهمية المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية.
ختاما أيا كان المرشح الذي يتم اختياره، أود أن أؤكد على ضرورة أن يعي كل فرد أهمية صوته الانتخابي، وأن المشاركة التزام وحق دستوري وواجب وطني بمقتضى المادة 87 من الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية.. لازم كل واحد فينا يكون حريص على ممارسة حقه وينزل ويشارك ويقول كلمته في الصندوق.
لا تستمعوا للدعوات المغرضة من أعداء الوطن بمقاطعة الانتخابات، لا تلتفتوا المشككين والمزايدين، هذه دعوات هدامة، و مشاركتك ضرورة لتجرى الانتخابات الرئاسية في صورة تليق بحجم الدولة المصرية أمام العالم، بمشاركة كبيرة ذات كثافة من جميع المصريين.