وعلى مدار أكثر من 5 عقود، لعبت مصر دون غيرها من العرب، دورا تاريخيا وملهما للعديد من البلدان فى القضية الفلسطينية، نجحت أن تكون وسيطا نزيهاً موثوقا فيه من كافة الأطراف، الجانب الفلسطينى بفصائله والجانب الإسرائيلي، كما نجح فى رفع المعاناة عن كاهل الفلسطينيين فى حروب ست شنتها إسرائيل تساقط فيها عددا كبيرا من الشهداء الفلسطينيين.
منذ عام 2008، لعبت القاهرة دور الوسيط بين طرفى الصراع، فى حروب سنوات (2008، 2012، 2014، 2021، 2022 ، 2023)، فخلال حرب "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية وبذلت مصر جهودا حثيثة مع جميع الأطراف لمنع انفجار الموقف آنذاك، وفى حرب "عامود السحاب" عام 2012 نجحت مصر للتوصل لهدنة من خلال لعب دور الوسيط بين إسرائيل والفصائل، وفى عام 2014 تم وقف العـدوان الإسرائيلي بموجب مبــادرة مصرية. وعقـد مؤتمـر إعـادة إعمـار غـزة فـي القاهـرة برعاية الرئيـس عبـد الفتاح السيسي ومشاركة 50 منظمـة وحكومـة، حيـث تعهـدت الـدول المشـاركة بتقديـم 4.5 مليـارات دولار للفلسطينيين.
وخلال حرب عام 2021، توصلت الجهود المصرية لوقـف إطلاق النـار، وشهد يـوم 18مايـو إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة مهمة إعادة إعمار قطاع غزة من خلال تخصيص 500 مليـون دولار لإعـادة إعمـار القطاع، بمشاركة شركات مصرية، ليتنفـس قطـاع غـزة الصعداء بعـد العدوان الإسرائيلي الغاشـم الـذى خلـف دمـارا كبيرا. وخلال مواجهات أغسطس 2022، لعبت القاهرة دورا كبيرا فى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل في قطاع غزة، كما بذلت جهودها للإفراج عن الأسير الفلسطيني خليل العواودة ونقله للعلاج، كما عملت على الإفراج عن الأسير بسام السعدي.
فضلا عن نجاحها بامتياز فى انجاز صفقتين لتبادل الأسري والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فى مقدمتها صفقة الجندى الأسير جلعاد شاليط عام 2011، الذى تم مبادلته بأكثر من 1000 فلسطيني، بعد 5 سنوات من أسره وفشل المخابرات الإسرائيلية فى العثور على مكانه ورضوخها لصفقة من أجل استعادته. وصفقة تبادل المحتجزين خلال عدوان 2023، ولاتزال تواصل جهود الوقف الكامل لإطلاق النار بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، بعد تمديد هدنة إنسانية فى القطاع لمدة 6 أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة