نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة فى الشارقة أمسية شعرية، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطنى لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويوم الشهيد، بعنوان "الوطن.. سيرة وانتماء" شارك فيها الشعراء: شيخة المطيري من الإمارات، وعلي عمران من مصر، وعلي الإمارة من العراق، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور حاشد من الشعراء والمثقفين وعشاق الثقافة امتلأت بهم ساحة البيت، وقدمها الشاعر سلمان المطيرى الذي بدأ تقديمه برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني، واستذكر تضحيات الشهيد من أجل الوطن والناس، ثم أشاد بزخم أمسيات بيت الشعر في المشهد الثقافي، في ظل دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اللا محدود للشعر والشعراء، والذي تعد مبادراته مرتكزات مهمة في الثقافة الإنسانية.
خلال الأمسية الشعرية
حلقت قصائد الشعراء في فضاء الوطن وسيرته، فاستفاضوا في التغني به تعبيراً عن الولاء والانتماء، ومن ثم ذكر مآثر الشهداء وسيرتهم العطرة،
قرأت الشاعرة شيخة المطيري قصائد عالية التصوير، عميقة اللغة، محلقة بخيالها الذي تغنى ولاءً وحباً واعتزازاً بالوطن وبتضحيات الشهداء، واستهلت بقصيدة حملت عنوان "سيرة وطن" التي تميزت بصورها الناطقة، وبجمالياتها الدالة وإيقاعاتها الخاصة، وتراكيبها البلاغية التي تبرز المعنى برهافة وشجن، فتقول:
كتبوا على موج الخليج قصيدةً
لا فُضَّ قلبُ الشعر يصدحُ تاليا
والطينُ خبّأ صوتَهم وعروقهم
وأنا أمرر فوقه أحلاميا
هم هكذا بدؤوا ونحن نعيدها
يا سيرة أولى ومجداً باقيا
أدر المعاني والمغاني والهوى
وطني الإمارات اقرؤوا أمجاديا
جانب من الأمسية الشعرية
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان "قلبها والمقهى" التي تفيض بجمال المعنى في إطار شجي، وبوح وجداني، احتشدت به بنية النص الذي تجتمع فيه المغامرة بالكلمات، والإبحار في المعاني:
جالسٌ قربَ قلبها مقهاهُ
كالذي يجمعُ انتظار حصاهُ
ثم يبني بقسوة الصخر بيتاً
لوحيد عناقه مأواهُ
لم يزل يستظل بالماء حتى
نبذته الأمواج والأمواهُ
وألقت المطيري نصاً آخر حمل عنوان "ماذا تقول القصيدة للشعراء" معبرة من خلاله عن شجن داخلي فأبرزت تشكلات من المعاني والصور في فضاء مفتوح، بما يشف عما يكتنزه القلب من أصوات وموسيقى تبين مظاهر الشاعرية في جوف المبدع وعلائقه الجمالبة، فتقول:
أظما؟ ومن عينيَّ ينبت مائي
والنخل إيقاعي ورجع غنائي
تتكرر الخنساء بين جوانحي
فأصير محض تكرر الخنساءِ
وقرأ الشاعر علي عمران قصائد أبرزت المحبة لدولة الإمارات، وبينت اعتزازه بما تقوم به من أدوارٍ إبداعية وإنسانية مشرفة، واستهل بقصيدة حملت عنوان "الإمارات" التي رسم من خلالها صورة مضيئة للإمارات، واصفاً إياها بالدر في صفحة الجمال الإنساني، فيقول:
المجدُ يَرفُلُ في أبهَى العَباءَاتِ
كي يَجمَعَ الدُّرَّ مِنْ شَطِّ الإمَـاراتِ
والشَّمسُ قد طَرَّزَتْ في الفجرِ رايَتَها
وعَلَّـقَتْها على بابِ المِجَرَّاتِ
وقد غَدوتُ أنا للفَـخرِ أغنيَةً
صِيغَتْ بأجمَـلِ ألحانٍ، وأبيَاتِ
وألقى قصيدة أخرى بعنوان" الشهيد" التي تكتنز صوراً مجازية في نموذجها الجمالي، المعبر عن قيمة الشهيد في فضاء الوطن، فيقول:
لا لا تقُلْ سَقَطَ الشَّهيدُ وإنَّما
قُلْ قَـامَ يفتَحُ شُرفَةَ الإصبَاحِ
قُلْ قَـامَ يُرجِعُ للبلادِ زئيرَها
قُلْ قَـامَ يقطَعُ دابَرَ السَّفَّاحِ
قُلْ قَـامَ يقتلِعُ الظَّلامَ بِسيفِهِ
وبِصهْلَةٍ مِنْ مُهْــرِهِ المُجتَاحِ
وبِعزمِهِ المُجتَثِّ مِنْ حِمَمِ اللَّظَى
أمضَى، وأفتكُ مِنْ أشدِّ سِلاحِ
ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان "المصباح" التي يغني فيها للحب والمشاعر الفياضة بمجازات شعرية وصور بصرية، فيقول:
أنا مُثقلٌ بالحبِّ... مُنذُ تقابَلَ الــ
قلبَانِ وانعقَدَ اللقاءُ الأوَّلُ
أنا مُثقَلٌ بالشَّوقِ نحوَ جميلةٍ
أنفاسُها مِسْكٌ سَرَى... وقَرنْـفُلُ
نبـعٌ بعـــيدٌ دونَهُ دربُ الدُّجَى
وأمامَهُ بابُ الزُّجــاجِ المُقفَلُ
واختتم القراءات الشاعر علي الإمارة الذي تميّزت نصوصه بحسن الإلقاء ودقة التصوير وعذوبة المعنى، وقرأ في البداية قصيدة بعنوان "سدرةُ النجوم" التي امتلأت بالمشاهد العبقة والكلمات الحميمية المعبرة عما يدور في وجدانه للإمارات فيقول:
عشقُ الاماراتِ في عينيك يلتمعُ
وانت تصغي لها شوقاً وتستمعُ
ماذا ستنحتُ شعراً عن محاسنِها
والشعرُ في وصفِها سهلٌ وممتنعُ
البحرُ يسحبُ للصحراء جنّتهُ
فيلتقي في مداها الكدُّ والولعُ
ثم ألقى نصاً أخر بعنوان " في ذكرى الشهيد" الذي أفاض من خلاله عن جملة من خواطره وأفكاره التأملية المتدفقة، وهو يزيح وشاح الذكرى بكل تداعياته ليستحضر الشهيد فيقول:
ها أنت توقظ في قلبي حرائقَهُ
فأينَ أهربُ من سمعي ومن بصَري
إنّي أراكَ قريباً من مدارِ دمي
بل أنت أقربُ من عيني إلى نظري
فريسةٌ أنا للذكرى تباغتني
من ثمَّ تنهشنُي بالنابِ والظفرِ
وألقى الإمارة نصاً آخر بعنوان" تزوَّجَ الأرضَ" الذي يعبر فيه عن منظوره الخاص للشعر ولغته الخلابة الذي تذوب في خلاياه، فيشحذ هذه الصور والخيالات:
الشعرُ عكّازُهُ الدامي .. ودورقُهُ
بحرقةِ المشتهى تصفو شوائبّهُ
تحتَ الترابِ لهُ نجمٌ يبادلُهُ
نخبَ الحبالِ بما تدلي نوائبُهُ
أضاعَ في زبدِ الأخطاءِ جنّتَهُ
ففرّختْ جنّةً أخرى خرائبّهُ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
تكريم الشعراء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة