تحت عنوان " العمليات الإسرائيلية أدت إلى اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم في عام 1948. ويخشى الكثيرون تكرار ذلك الآن"، ألقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على بدء الاحتلال الإسرائيلي للأراضى الفلسطينية وكيف ساعدت العمليات العسكرية بما فى ذلك الحرب النفسية فى الهجرة الجماعية لآلاف الفلسطينيين، وقالت إن خبراء الأمم المتحدة والقادة الفلسطينيين أعربوا فى الأيام الأخيرة عن مخاوفهم من حدوث نكبة ثانية مع استمرار التصعيد فى قطاع غزة.
واشنطن بوست
ولفتت الصحيفة إلى التوجيهات الإسرائيلية التي تحث 1.1 مليون من سكان غزة على الفرار جنوبًا بينما يقصف الجيش الإسرائيلي القطاع ردًا على هجمات الفصائل في 7 أكتوبر.
وقالت الصحيفة إنه في أوائل عام 1948، هزت قذائف الهاون وشاحنات مكبرات الصوت اليهودية الأحياء العربية، ووسط القصف المطول، كانت الشاحنات تبث أصوات تهديد لصافرات الإنذار والصراخ الكاذب وتحذيرات الإخلاء.
وجاء في تقرير استخباراتي لقوات الدفاع الإسرائيلية يعود إلى يونيو 1948، والذي وصف المقاتلين اليهود بأنهم "العامل الرئيسي" في الهجرة الجماعية، أن "عنصر المفاجأة، وفترات القصف الطويلة مع انفجارات عالية للغاية، ومكبرات الصوت باللغة العربية أثبتت فعاليتها الكبيرة عند استخدامها بشكل صحيح".
وذكر التقرير أن "كل منطقة شهدت موجة من الهجرة مع تكثيف واتساع نطاق أعمالنا في تلك المنطقة"، مضيفًا لاحقًا أنه في بعض الأحيان يحاول العرب العودة إلى ديارهم بعد وقت قصير من الفرار، "مما أجبرنا على المشاركة، في أكثر من منطقة في طرد السكان."
طرد الفلسطينيين فى 48
وأوضحت الصحيفة إن عودة ما يقدر بنحو 750 ألف فلسطيني والملايين من أحفادهم إلى ديارهم أصبحت مستحيلة فى السنوات التالية لـ1948، مشيرة إلى أنه عندما فُتح الأرشيف الإسرائيلي في الثمانينيات، أظهرت السجلات كيف ساعدت العمليات الإسرائيلية، في الهجرة الجماعية.
وفي نهاية المطاف، شكّل الأحفاد الذين فروا خلال هذه الأحداث مجتمع اللاجئين الفلسطينيين - 70% من سكان قطاع غزة اليوم يعتبرون لاجئين. ولا يزال الحدث، المعروف باسم "النكبة"، موضوعًا ساخنًا على الجانبين.
وقال رشيد الخالدي، أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا ومؤلف كتاب "حرب المائة عام على فلسطين" : "هناك مراوغة أكاديمية حول التفاصيل - إلى أي درجة تم التخطيط لها، وإلى أي درجة كانت ظروف الحرب، وإلى أي مدى كانت مركزية أيديولوجياً للصهيونية - لكن لا أحد ينكر أنه تم طرد أعداد كبيرة من الناس".
وقالت الصحيفة إن طرد عام 1948 أصبح يشكل قوة محفزة للهوية الفلسطينية، غيّر التركيبة السكانية لإسرائيل.
وقال الخالدي: "لقد تم طرد أعداد كبيرة من الناس، ولم يكن من الممكن أن تكون هناك دولة يهودية لولا ذلك."
في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين"، يشير إيلان بابي إلى خطة دالت - وهي الرابعة في سلسلة من الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تم تنفيذها أثناء القتال في عام 1948 - كدليل على نوايا طرد الفلسطينيين.
وكتب بابي: "هذا المخطط الرابع والأخير يوضح ذلك بوضوح ودون لبس: على الفلسطينيين أن يرحلوا. وعندما انتهى الأمر، كان أكثر من نصف سكان فلسطين الأصليين، ما يقرب من 800 ألف شخص، قد اقتلعوا من ديارهم، وتم تدمير 531 قرية، وتم إفراغ أحد عشر حيًا حضريًا من سكانها".
وقال الخالدي إنه من المفهوم أن يخشى الفلسطينيون تكرار هذه الأحداث وسط الحملة الإسرائيلية الحالية في غزة.
وفي الوقت الحالي، طلبت إسرائيل من المدنيين في غزة أن يحتموا في الجزء الجنوبي من جيبهم لتجنب القصف.
وأضاف الخالدى "لن ينجح الأمر، لأنهم يقصفون الجزء الجنوبي من قطاع غزة أيضًا. لا أحد آمن هناك أيضًا. لماذا تغادر؟ يقتلونك في الشمال أو يقتلونك في الجنوب. لماذا لا تبقى حيث طعامك وبيتك؟"
وقالت فرانشيسكا ألبانيز مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "هناك خطر كبير من أن يكون ما نشهده تكرارا لنكبة 1948. يجب على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما في وسعه لمنع حدوث ذلك مرة أخرى."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة