بالأمس هاجمت طائرات الإجرام الصهيوني جامعة الأزهر في غزة بصورة انتقامية متوحشة، فى ظل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ومدارسه جامعاته ومستشفياته وكنائسه ومساجده في القطاع المستمرة والتي تدخل شهرها الأول في ظل صمت وتواطؤ دولي وعجز وفشل من المنظمات الأممية المسئولة عن حماية أرواح المدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية والمرافق الخدمية ضد الاعتداءات البربرية لجيش الاحتلال الصهيوني.
ليس بجديد على كيان تدعمه وتدافع عنه وتحميه الدولة الكبرى في العالم وأتباعها في أوروبا، وبعض الجزر المنسية في المحيطات، تدمير المدارس والجامعات والمؤسسات المدنية بكل هذا الحقد والضغينة والغل دون مراعاة أو احترام لمواثيق وعهود وقوانين دولية إنسانية تراعي حقوق المدنيين وحمايتهم...الذاكرة العربية والمصرية لا ولن تنسى أبدا مجزرة مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية والتي قام به الطيران الصهيوني بكل وحشية في يوم 8 أبريل 1970 وأدى إلى استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماما وقبلها بحوالي شهرين في 12 فبراير من العام ذاته، قامت الطائرات الصهيونية بغارة جوية قصفت فيها مصنع أبو زعبل التي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وكان به 1300 عامل، فاستشهد منهم 70 وأصيب 69، وتم حرق المصنع.. والاعتداءات المتكررة ضد العمق المصري أثناء حرب الاستنزاف قبل أن تدشن مصر حائط الصواريخ المصري على طول جبهة القتال في الضفة الشرقية للقناة في يونيو 70 والتي قطعت ذراع إسرائيل الطولي من الاقتراب والتحليق لمسافة 15 كيلومتر غرب قناة السويس.
حتى الآن دمرت آلة حرب الإبادة الصهيونية 27 مدرسة حكومية تدميرا كاملا، علاوة على حوالي 174 مدرسة تعرضت للقصف، وكان العام الدراسي على الأبواب.. دمروا المدارس وقتلوا الأطفال قبل أن يسطروا كلماتهم الأولى ويرسموا أحلامهم في مستقبل آمن في وطن حر مستقل
باقي المدارس تحولت الى أماكن للاجئين الذين دمرت منازلهم، وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فالغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر الجاري ألحقت أضرارا بـ203 مدارس.. لم يتبق من مدارس غزة – 677 مدرسة – سوى الركام والدمار الشاهد على الاجرام الصهيوني.
العدو الصهيوني الغبي والجاهل ظن أنه بالهجوم على جامعة الأزهر في غزة بالأمس ينتقم من فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بسبب موقفه القوي والواضح ودعمه للمستضعفين من أهل غزة وإدانته للمجازر التي يرتكبها الكيان كل يوم بحق أطفال ونساء غزة. ولا يعلم أنها تتبع لحركة فتح في منظمة التحرير الفلسطينية وتأسست بقرار من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 91 لتكون مؤسسة فلسطينية للتعليم العالي تحقق طموح الشعب الفلسطيني وتكون عنوان في البذل والعطاء...انهم أغبياء غير أسوياء لكن مجرمون
سوف يسجل التاريخ هذا الاجرام وهذه البشاعة لكيان غاشم لا ولم يحترم أية قوانين دولية أو مواثيق إنسانية كما سجل من قبل بالدم المذابح الصهيونية في قرى ومدن فلسطين في 48 و67 وحتى اللحظة... انهم ليسوا بشر بل كائنات مسعورة متوحشة تدمر كل ما هو انساني في طريقها، ولا تراعي أدنى الحقوق أو احترام المواثيق في الاعتداءات والحروب.
لن يحصدوا سوى الفشل ولن يتجرعوا سوى مرارة الهزيمة أمام شعب مقاوم وصامد يؤمن بالتضحية من أجل الحياة فوق أرضه
فما تم تدميره سوف يتم بناءه من جديد وستعود أجراس المدارس الى الغناء من جديد وسيعلو أصوات الأطفال بأغاني الحرية والأمل في عالم جديد تزول منه كيانات الحروب والدمار وسفك الدماء... فمهما حاولوا فان مشروعهم الصهيوني الى زوال.