أكرم القصاص

المصريون يختارون الوطن والمستقبل

الإثنين، 11 ديسمبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ملايين المصريين توافدوا مبكرا على لجان الانتخابات الرئاسية، فى مشهد كاشف، ومثلما تزاحم المصريون بالخارج على السفارات والقنصليات، كان التوافد على لجان الداخل فى كل محافظات مصر،  بعد أن استمعوا لصوتهم ونزلوا لاختيار المستقبل، فى تصويت حر ومباشر، تلبية لضمائرهم، دليل جديد على أننا أمام شعب يحمل وعيه، ويباشر تقدمه بعيدا عن أى تدخلات، الحشود بدت مفاجئة للبعض، لكنها ليست كذلك لمن عرفوا الشعب وعاشوا معه، ويدركون كيف يتفاعل مع واقعه ومستقبله، ويحرص على الإعلان عن نفسه فى كل لحظة فارقة.
 
كانت مشاهد تزاحم المصريين فى الخارج أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية كاشفة عن حجم التفاعل من قبل ملايين المواطنين فى الخارج وارتباطهم بالوطن ورغبتهم فى المشاركة، وهو أمر تكرر مع كل انتخابات وكل فعالية يضعون فيها أصواتهم للمستقبل، ورغبة فى المشاركة وصياغة المستقبل بالرأى والفكرة، وتستحق التعامل بنفس الثقة والتعاون والاحترام.
 
أمس واليوم وغدا يكمل المواطنون بالداخل المشهد بالحضور أمام اللجان منذ الصباح الباكر، ويواصلون بناء تجربتهم وحاضرهم ومستقبلهم، وإدارة تنوعهم واختلافاتهم.
 
الانتخابات الرئاسية تجرى فى ظل تحديات ومنها الأزمة المتعلقة بالحرب على  غزة التى كشفت ولا تزال عن حجم وشكل التحديات التى واجهتها الدولة طوال أكثر من عشر سنوات، وهى تحديات وجودية فى سنوات مثلت واحدة من أخطر المراحل الانتقالية فى تاريخ أى أمة، ومن هنا فإن الحضور الكثيف للمصريين بالداخل وقبلها بالخارج تأكيد لكون هؤلاء يقفون مع المستقبل، ويدركون أين يقف بلدهم وسط الإقليم والعالم. 
 
ثم إن الهيئة الوطنية للانتخابات اتخذت إجراءات تضمن المساواة بين المرشحين، والوقوف على مسافة واحدة، والفصل بين المنصب التنفيذى والموقع الانتخابى للمرشح، فقد وفرت ضمانات كبيرة للمرشحين والناخبين، وتسهيلات لكبار السن والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة، بجانب إشراف قضائى كامل «قاض لكل صندوق»، ووقفت على مسافة واحدة من الجميع، كما أتاحت الفرصة أمام المنظمات الداخلية والخارجية والسفارات للمتابعة، كما أن وسائل الإعلام المحلية منحت مساحات متساوية للمرشحين والحملات، ومنها ما قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من وقت مجانى لكل مرشح ليقدم فيه برامجه ويخاطب الجمهور، وهى سُنة يمكن تكرارها فى أى انتخابات برلمانية أو محلية قادمة.
 
كل هذه العناصر توفر الحياد والجدية، ومن حق الناخب أن يختار بحريته، وهو ما جرى، حيث خرج ناخبون أعلنوا تأييدهم لمرشح أو آخر من دون وصاية، ولعل هذه الخطوات بجانب التحديات الداخلية والإقليمية هى التى دفعت المصريين إلى المشاركة بهذه الكثافة. 
 
التزاحم والطوابير أمام اللجان منذ الصباح وحتى إغلاق اللجان رهان من المصريين على مرحلة تضيف إلى ما حققوه، ومن نزل فى هذا الزحام يشعر بأن له حقا وله صوتا وعليه واجبا، باعتبار أن كل دولة لها ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى تفرض عليها اختيار الطريق الذى تسلكه، وتبنى عليه خطوة وراء أخرى.
 
وقد كان الحضور الظاهر لكل الأجيال والفئات العمرية المختلفة بداية من عمر 18 عاما وحتى عمر 100 وتنوع فى الأعمار، نساء ورجال شباب وشابات، بشكل يكشف عن  درجة كبيرة من الوعى عند الشباب الذين توافدوا للإدلاء بأصواتهم فى مشهد مهم، يرتب مسؤوليات على جميع الأطراف، ويؤكد مدى إدراك المصريين لحقوقهم وواجباتهم.
 
الانتخابات الرئاسية التى تجرى فى وقت دقيق فى ظل تفاعلات وتشابكات إقليمية ودولية ومحلية، تمثل تحديات كبرى لأى دولة، وتتطلب تكاتفا فى هذه المواجهة، ومثلما عبر المصريون خلال السنوات الماضية وانتصروا على  الإرهاب، فهم قادرون على تخطى أى عقبات أو تحديات أخرى، فى السياسة والاقتصاد والمجتمع، بالنقاش والتفاهم والحوار، مع الحفاظ على وحدتهم وتناغمهم، وقدرتهم على البناء فى وطنهم.
 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة