وجدت دراسة جديدة، نشرتها صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن أن تناول الأطعمة الدهنية مثل المعجنات يمكن أن يزيد التوتر سوءًا عن طريق إبطاء تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، ويمكن أن يؤثر انخفاض الأكسجين الواصل إلى الدماغ على الحالة المزاجية والصحة العقلية، موضحة أن تناول الأطعمة الدهنية خلال فترات التوتر يمكن أن يضعف تعافي الجسم.
لو من عشاقها .. حتزيد من توترك
وجد الباحثون أن تناول الأطعمة الدهنية خلال فترات التوتر يمكن أن يضعف تعافي الجسم من آثار التوتر.
وقالت الصحيفة، إن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون قبل نوبة الضغط النفسي يمكن أن يقلل من أكسجة الدماغ ويسبب ضعف وظيفة الأوعية الدموية لدى البالغين.
وقالت المؤلفة الأولى روزاليند باينهام، من جامعة برمنجهام: "أخذنا مجموعة من الشباب الأصحاء وقدمنا لهم قطعتين من الكرواسون بالزبدة كوجبة إفطار، ثم طلبنا منهم إجراء عمليات حسابية ذهنية، وزيادة السرعة لمدة 8 دقائق، وتنبيههم عندما يحصلون على إجابة خاطئة، ويمكنهم أيضًا رؤية أنفسهم على الشاشة أثناء قيامهم بالتمرين، تم تصميم التجربة لمحاكاة التوتر اليومي الذي قد نضطر إلى التعامل معه في العمل أو في المنزل.
وقالت، إنه عندما نشعر بالتوتر، تحدث أشياء مختلفة في الجسم، حيث يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتتوسع الأوعية الدموية ويزداد تدفق الدم إلى الدماغ، مضيفة، إن مرونة الأوعية الدموية لدينا - وهي مقياس لوظيفة الأوعية الدموية - تنخفض بعد الإجهاد العقلي.
وتابعت باينهام: "لقد وجدنا أن تناول الأطعمة الدهنية عند التعرض للضغط النفسي يقلل من وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1.74%، وأظهرت الدراسات السابقة أن انخفاض وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1% يؤدي إلى زيادة بنسبة 13% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مشيرة إلى إنه من المهم أن نظهر أن هذا الضعف في وظيفة الأوعية الدموية استمر لفترة أطول عندما تناول المشاركون الكرواسان، ووجد الفريق أن استهلاك الدهون كان له تأثير سلبي على الحالة المزاجية أثناء وبعد نوبة التوتر.
الكرواسون
وقال البروفيسور جيت فيلدهوزن: "لقد نظرنا إلى الأشخاص الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا في هذه الدراسة، ورؤية مثل هذا الاختلاف الكبير في كيفية تعافي أجسادهم من الإجهاد عندما يتناولون الأطعمة الدهنية أمر مذهل، موضحا، إنه بالنسبة للأشخاص الذين لديهم بالفعل خطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن تكون التأثيرات أكثر خطورة.
وقالت ، نحن جميعًا نتعامل مع التوتر طوال الوقت، ولكن بشكل خاص بالنسبة لأولئك منا الذين يعملون في وظائف عالية الضغط والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يجب أن تؤخذ هذه النتائج على محمل الجد، يمكن أن يساعدنا هذا البحث في اتخاذ قرارات تقلل المخاطر بدلاً من جعلها أسوأ."
وأظهر البحث الذي نشر في مجلة Frontiers in Nutrition and Nutrients، أنه من خلال تناول الأطعمة الصحية، وخاصة تلك الغنية بالبوليفينول، مثل الكاكاو والتوت والعنب والتفاح وغيرها من الفواكه والخضروات، يمكن علاج هذا الخلل في وظيفة الأوعية الدموية بشكل كامل..
وقالت الدكتورة كاتارينا رينديرو: "لا يمكن التقليل من تأثير هذه الأطعمة خلال فترات التوتر"، على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر انخفاض الأوكسجين في الدماغ على الحالة المزاجية والصحة العقلية، مما يجعل الناس أكثر توتراً، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤثر ذلك على الوظيفة الإدراكية وقدرة الأشخاص على أداء المهمة ذاتها التي يشددون عليها، مثل مقابلة أو اختبار أو اجتماع عمل.
تظهر دراساتنا أن الخيارات الغذائية حول نوبات التوتر يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أو الحماية من آثار التوتر على نظام القلب والأوعية الدموية لدينا.
وأشارت الى إنه عندما يشعر الناس بالتوتر، فإنهم يميلون إلى الانجذاب نحو الأطعمة الغنية بالدهون، إما لأنه الخيار الأكثر ملاءمة إذا كان الوقت ضيقًا، أو كعلاج للتعامل مع التوتر، ولكن من خلال القيام بذلك، فإنهم يجعلون استجابتهم الجسدية والنفسية للتوتر أسوأ.
ومن خلال اختيار الأطعمة قليلة الدهون، يمكن أن يهيئوا أنفسهم للتعامل مع التوتر بشكل أكثر فعالية.
وأوضحت، إنه بدون عوامل خارجية مثل الحرب أو أزمة تكلفة المعيشة، فإن التوتر هو شيء نحتاج جميعًا إلى التعامل معه، لذا، في المرة القادمة التي تكون فيها في اجتماع كبير، أو تشارك في مقابلة عمل، حاول مقاومة البسكويت المجاني وتناول بعض التوت بدلاً من ذلك، قد تجد أنك تشعر بمزيد من الاسترخاء ويمكنك التعامل مع التوتر بشكل أفضل .