بعيدا عن حسابات الربح والخسارة بشأن العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني الأعزل، هناك أمور يجب أن ننتبه إليها وألا نتماهى في الحديث عن انتصارات المقاومة أو الأمل في نجاح الضغوط الدولية والعربية لوقف الحرب، هناك سرا إسرائيليا بات مكشوفاً تعمل عليه بكل ما أوتيت من قوة حتى ولو دب الانقسام والخلاف بين حكومتها وجنرلاتها ولو زادت ضغوط شعبها، وهو التطبيق الفعلى والعملى لاستراتيجيتها ومخططها "القديم – الحديث" القائم على تهجير الفلسطينيين ليس فقط في غزة وإنما من كل الأراضى الفلسطينية وصولا إلى هدفها في إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، ومؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم هذا بقوة وهو ما كشفه الفيتو الأخير لها بمنع قرار مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار فى غزة بعد ما وصل الشهداء إلى نحو العشرين ألف خلال من هم تحت الانقاض ومأساة عشرات الآلاف من الجرحى وحصار وتجويع وتشريد مليونين من المدنيين.
نعم هذا هو سر إسرائيل المكشوف، فمها كان هدفها المعلن في عدوانها الغاشم على القطاع في تصفية حماس وتحرير رهائنها والأسرى، ومهما كان تعهداتها أمام العالم والمجتمع الدولى بأنها تدافع عن نفسها وكفى، ومهما كانت الضغوط الأمريكية عليها بضرورة السير في المسار السياسى لحل الدولتين، الحقيقة الساطعة تكمن في استراتيجية إسرائيل التي وضع خطوطها العريضة منذ 2017، وهو ما تعمل عليه كل الحكومات الإسرائيلية منذ 1948 وحتى الآن لا فرق بين حكومة متطرفة ولا حكومة معتدلة الكل في خدمة هذه الاستراتيجية يعمل عليها ويسعى لتطبيقها مهما كانت التحديات ومهما كان الثمن.
لذا، يجب علينا أن لا نقع في فخ سياسة المراوغة الإسرائيلية والأمريكية فيكفى أننا وقعنا في براثنها عقود طويلة وضيعنا فرصا كثيرة، لدرجة أننا تحولنا إلى أداة مساعدة لهم لا مقاومة ومواجهة بانقسامنا واختلافنا وعدم وحدتنا بل أقول أننا منحنا إسرائيل مبررا وذريعة لتشويه صورتنا في الخارج بأننا منقسمين ومختلفين، لذلك فالحل يبدأ بالاصطفاف والوحدة والاعتصام.
نهاية.. إسرائيل هي إسرائيل منذ 1948 ولا تختلف على الإطلاق في حربها الدائرة الآن فالمتتبع يجد أنها في عزّ عمليةِ تبادل الأسرى والمحتجزين كانت تعمل على مخططات التهجير بدعوة سُكان الشمال لقطاع غزة لمغادرة والتوجّه جنوب القطاع الذى من المؤكد أنه سيأتى دوره بعد الانتهاء من الشمال.