إن ما حدث وما يحدث من حراكٍ اجتماعيٍ تجاه المشاركة في الانتخابات الرئاسية يرجع لفضل إيجابية المرأة التي تعد منبرًا فاعلًا في استنهاض الهمم، ومظهر المشاركة النسائية في العملية الانتخابية مشرفٌ ومبهرٌ على مستوى الجمهورية داخل اللجان الانتخابية وخارجها؛ حيث بادرت المرأة في الذهاب مبكرًا لصناديق الاقتراع لتؤكد وجودها وتواجدها.
لقد أعطت المرأة صورةً مشرفةً من خلال مشاركتها في الانتخابات الرئاسية؛ لوعيها المستمد من قناعتها بأن استقرار الوطن وتولى حكم البلاد لقيادة قويةٌ تستطيع النهضة بالوطن وتقدم كل غالٍ ونفيسٍ في سبيل الدفاع عنه وحماية أمنه القومي؛ فالمرأة لديها حسٌ مرهفٌ تستشعر من خلاله خطورة الحرائق الموقدة بالمنطقة وبالعديد من دول الجوار.
وحضور المرأة في شتى الملاحم الوطنية دلالته واضحةٌ وهي أن المرأة دون مواربةٍ أو جدالٍ أو مجاملةٍ تشكل بحقٍ قاطرة النهضة في مجالات وقطاعات ومؤسسات الدولة الوطنية الرسمية منها وغير الرسمية، وهذا ما شهد له المنصفين من شعب مصر الأصيل الذين يقدرون قيمة ومكانة المرأة وجهودها المتواصلة والبناءة وعطائها المتزايد الذي يراه القاصي والداني.
وحينما تتواجد المرأة في الميدان يستمد منها الرجل القوة والثبات والصبر والعزيمة؛ ليس لأنها الملهمة له فقط، بل لأنها تمثل النموذج الذي يقتدي به كل أفراد الأسرة الابن والابنة، ويعضده ويسعد له الزوج، ويقدره ويحترمه الزميل في العمل؛ حيث إن المرأة في ممارستها محل الأنظار والاهتمام في سائر المحافل الوطنية وفي كافة المحن والمنح التي يمر به الوطن.
وجديرٌ بالذكر أن المرأة قدمت نموذجًا صادقًا لحب وعشق تراب الوطن والولاء والانتماء لكيان الدولة؛ فقد أشارت مشاركتها الفعالة إلى وحدة الصف والترابط والتكاتف والتماسك والتلاحم بين كافة فئات المجتمع؛ فلا مجال للخلاف أو الشقاق، ولا مكان للفتن والشائعات المغرضة التي تتبناها جماعات الظلام والتي تحض على ترك المشاركة والسلبية التامة تجاه الاستحقاقات الانتخابية.
إن نظرة المرأة الثاقبة تجاه المستقبل رسخت في وجدانها ضرورة المشاركة في الاستحقاق الانتخابي لمقعد رئاسة الجمهورية لإيمانها العميق بأن مسارات استدامة التنمية يستحيل أن تحدث إلا في ظل قيادةٍ حكيمةٍ تنقل الدولة من مرحلة تلبية الاحتياجات لمرحلة جودة ورفاهية الحياة، وتحقق لها حلم الريادة والتنافسية التي تنشدها في خطتها ورؤيتها الاستراتيجية التي تتبناها.
ولا نقول إن المرأة قاطرة النهضة من فراغٍ؛ حيث إن إيجابيتها ومشاركتها السياسية لها دلالةٌ واضحةٌ تتمثل في دعم الوطن وحبه وترجمة واقعية لصورة الوعي الرشيد بماهية المواطنة، ولا شك في أنها صورةٌ مشرفةٌ أمام العالم كله الذي يحرص على رصد المشهد المصري باعتبار أن الدولة المصرية لها قدرٌ ومقدارٌ عظيمٌ لدى العالم بأسره؛ فالجميع يترقب اكتمال المشهد الديمقراطي في بلادنا الحبيبة.
وفي ظل محاولاتٍ مستميتةٍ لأصحاب الفتن والأجندات الخاصة والخارجية، التي تعمل بشكلٍ دؤوبٍ لأن تستوقف مسارات النهضة في الدولة المصرية، أيقنت نساء مصر الفضليات العظيمات أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية فرض عينٍ لا ينبغي أن نتركه أو نقلل من أهميته أو نتراخى عن أدائه؛ لكن المشهد عبر بصدقٍ عن حرصهن البالغ الذي اتضح من زخم تواجدها أمام اللجان بشكلٍ راقٍ ومنظمٍ كيفما تدير أمورهن الحياتية بكل ترتيبٍ وحسنٍ.
لم تستهين المرأة بدروها الخطير والمهم في دعم بلدها، من أجل استقراره والحفاظ على مقدراته، ودفاعًا عن إنجازاته المتعددة في ربوع الوطن الحبيب؛ فلا مجال للإفراط أو التفريط، ولا منزع لمن يريد أن يستحل تراب الوطن بأي صورةٍ كانت، وستبقى الدولة وشعبها في رباطٍ إلى يوم الدين، وستمر التحديات والنزاعات دون أن تشق الصف أو تساعد على فقد الثقة؛ فمصر باقيةٌ قويةٌ ناهضةٌ برجالها ونسائها وشبابها وشيبها؛ فكل من ينتسب لهذه البلاد يعشق نسيمها ولا يتحمل في شأنها ما يعكر صفوها.
والتاريخ يثبت دومًا نجاح المرأة المصرية في كافة الاختبارات الوطنية؛ حيث لم تترد مطلقًا وتحملت الصعاب وقدمت التضحيات وثابرت في تربية جيلٍ حمل الراية وجاهد في سبيل نصرة الوطن؛ فحمي ويحمي الحدود، وضحى ويضحي من أجل وطنه، ولا نقولها ادعاءً أو مفاخرةً إن المرأة المصرية صمام الأمان والرباط في مصرنا الحبيبة؛ فلها كل تقديرٍ واحترامٍ وإجلالٍ.
حفظ الله بلادنا وشعبها العظيم ومكن لها أمر رشدٍ وتولى قيادتها أمينٌ رشيدٌ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة