ساعات قليلة تفصلنا لإعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية 2024، من الهيئة الوطنية للانتخابات وهي الجهة الوحيدة المنوط بها – بحكم القانون- الإعلان بشكل رسمي عن كل إحصائيات الانتخابات من الفائز وحصول كل مرشح عن الأصوات، وبجانب ذلك عدد الأصوات الباطلة، أو بمعنى آخر إعلان التفاصيل الدقيقة للعملية الانتخابية برممتها.
عقب إعلان النتحية تبدأ الدولة المصرية عهدا جديدا لساكن جديد في الاتحادية وهو حدث لو تعلمون عظيما، حدث مرتقب من الداخل والخارج، فرئيس مصر أهميته من أهمية الدولة المصرية صاحبة التأثير علي المنطقة بأكملها، كما أنها شريك مؤثر في مسار العلاقات الدولية سواء الجيوسياسية أو الاقتصادية، فضلا عن وزنها الاستراتيجية للعالم بأكمله.
وساكن الاتحادية الجديد، يواجه صعوبات كثيرة ومجموعة من التحديات بعضها يصل إلى التهديدات التي تواجه الدولة المصرية، وتتطلب من الرئيس المنتخب أن يدير الملفات بدقة وسرعة بالغتين من أجل إنجاز الأمور وتحقيق نتائج مرضية للوطن والمواطن.
التحديات الكبرى التي مصر ورئيسها الجديد، من وجهة نظري الإقليمية لأنها أكثر سخونة من الداخلية رغم معرفتي بالوضع الداخلي الراهن من صعوبات تواجه المواطن في حيات المعيشية، لكن دعني اضع أمامك التحديات الإقليمية المممثلة في حجم الأزمات والكوارث والممخاطر علي حدود مصر.
حدود مصر من ناحية الشمال الشرقي "فلسطين وإسرائيل" وهو الطرف الأكثر سخونة وتوترا بعدما تصاعدت الأحداث منذ 7 أكتوبر عقب انطلاق العملية المعروفة باسم "طوفان الأقصى".. فرغم خسائر إسرائيل الجلية لكنها أحيت بكل بجاحة ملف التهجير لترد مصر عليها بحشد القوى الإقليمية لإحياء السلام الشامل وتحقيق حل الدولتين المستند علي القرارات الدولية لحدود 4 يونيو 1967 وتكون القدس عاصمة فلسطين المستقلة.
لا أخفيكم سرا أن الدولة المصرية حققت نجاحات في هذا الملف ولكن منتظر من "سكان الاتحادية الجديد" أن يتعامل مع هذا الملف بطريقة أكثر دقة وصرامة وبشكل جديد يتوافق مع الأحداث المصرية الداخلية فقد انتهت مرحلة وبدأنا مرحلة جديدة تنتهي 2030.
بجانب الملف الفلسطيني توجه مصر تحديات كبرى لدول الجوار، من الجنوب الملف السوداني وسد النهضة من ناحية الحدود الغربية استمرار الأزمة في ليبيا، فكل حدود مصر دون مبالغة ملتهبة بكل ما تحمل الكلمة من معان ومغاز.
مصر تواجه تحديات ضخمة في ملف دول الجوار من كل النواحي، تحديات تتطلب من الإدارة الجديدة العمل المتواصل والمجهودات المستمرة لأنه رغم ضخامة وصعوبات التحديات الخارجية، فالمشهد الداخلي غير مفروش بالورد فالملفات الاقتصادية والاجتماعية تتطلب من الإدارة الجديدة فكرا جديدا وعزيمة وحسما للتعامل معها لتحقيق نتائج إيجابية وسريعة.