مع كل لحظة في تاريخ جمهورية مصر العربية، يقدم المصريون أنفسهم من جديد للعالم، فهم قادرون على الابهار بشكل غير متوقع، وأيضا قادرون على مفاجأة أنفسهم قبل أن يفاجئوا العالم، وبالفعل قدم المصريون في مشهد الانتخابات الرئاسية مالم يكن متوقعا، حتى صار العالم يقول لا صوت يعلو فوق صوت المصريين، فهم المشاركون المزاحمون الراغبون في الأفضل، وقادرون على الدعم مهما كان الزمن والتوقيت.
في مشهد مبهر للغاية، تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات الأرقام والدلائل، وهى كلها تسير في فلك أن الشعب المصرى قدم عملا مصريا خالصا و " مفتخرا"، وهو قادر على استكمال الطريق، ودعم القرار الوطنى أيا كان من يمثله، وفى هذه اللحظات هم يختارون رئيسا جديدا لجمهورية مصر العربية، مؤتمن على السنوات المقبلة بكل اشكالياتها وصراعاتها، ولذلك كان المصريون بالملايين في الشوارع على مدار الأيام الثلاثة لعملية التصويت.
كذلك تبين الأرقام المعلنة من الهيئة الوطنية للانتخابات أن هناك قوة تنظيمية عظيمة للغاية، ظهرت في دعم نزول المواطنين، وحثهم على المشاركة، وكلها مسارات تعزز وتدفع الحياة السياسية إلى شكل أفضل في أي استحقاق انتخابى مقبل، ومنها على سبيل المثال انتخابات المحليات، التي يشارك فيها أكثر من 52 ألف عضو على مستويات القرية والمدينة والمركز والمحافظة، بالإضافة لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ.
أيضا قدم الشعب المصرى رسالة للعالم والإقليم أن القرار الوطنى المصرى لديه حصيلة كبيرة يمكن الاعتماد عليها من المواطنين، وهم قادرون على تنفيذ ودعم أي تصور للقرار الوطنى، وقادرون على العطاء بأي شكل ممكن، وأظن أن هذه هي الرسالة الأهم في مشهد الانتخابات الرئاسية المصرية، فهؤلاء الملايين هم القوة الضاربة لصاحب القرار الوطنى في أي توقيت، ولذلك فالعالم يفهم لغة الأرقام، والمشاركين في عملية التصويت هم الفواعل في المشهد العام المصرى، وعليهم يتم بناء الخطط التي يمكن السير فيها وتطبيقها على ملايين المصريين بعد ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة